على غير العادة ، انتهى الاجتماع الذي ضم مؤخرا ولأول مرة عدد من ممثلي سكان شانطي الجديد، ( من أقدم الأحياء الصفيحية بقلب المحمدية)، وممثلي السلطات المحلية في شخص باشا المدينة والمسؤول عن الشؤون الاجتماعية بالعمالة وقائد كل من الملحقة الإدارية الرابعة والسابعة، بالتوقيع على محضر مشترك بين هذه الأطراف، اعتبرته فعاليات جمعوية حقوقية محلية ولجنة الدفاع عن الحق في السكن بالمدينة، بمثابة نموذج في المقاربة التشاركية لمعالجة مشاكل الصفيح بالمدينة، والحد من سلطة المقدمين وبعض أعوان السلطة والقياد وبعض المنتخبين، الذين غالبا ما توجه إليهم اتهامات من طرف السكان المعنيين بالاستفادة في المسؤولية عن عرقلة إنجاز برامج القضاء على الصفيح على المستوى المحلي. المحضر الرسمي الموقع بين الطرفين تناول تفاصيل كانت وإلى وقت قريب تتم وسط تكتم شديد وتعتيم بخصوص البرامج الاسكانية الموجهة لهذه الفئة، حيث أشار إلى الوعاء العقاري المخصص لترحيل ساكنة حي شانطي الجديد، والمساحة المخصصة للعملية، وعدد الطوابق المصرح بها، بل أيضا موعد انطلاق أشغال تجزيئ البقع، والجدول الزمني لاتمام المشروع. هذه اللجن رأت النور وسط تزايد الاحتجاجات من طرف عدد من الدواوير الصفيحية، كالمسيرة، والشحاوطة، وشانطي الجموع وشانطي الجديد..للمطالبة بالسكن اللائق، اعتبرت من بين المقاربات الجديدة في المساهمة في تطويق الانفلات الصفيحي ، وهي تجربة محلية تسعى لتفادي تكرار أخطاء قال عنها ممثلي السكان، أنها كانت سببا في تأخير وعرقلت عددا من البرامج التي وضعت من أجل القضاء على السكن الصفيحي بالمدينة. اللجان المعنية تتشكل من مجموعة من السكان، تتوفر فيهم صفة التمثيلية عن كل حي صفيحي على حدة، بل في كل زنقة وتتلخص مهمتهم في المشاركة والمصادقة على لائحة المستفيدين من برامج محاربة السكن الصفيحي خاصة بعد الوقوف على بعض التجاوزات وتحايل بعض المستفيدين الذين قام بعضهم بمحاولة الاستفادة لمرات متعددة. اللجن المعنية لها ارتباط مباشر بقضايا الساكنة، تملك صلاحية المراقبة الدائمة لسير كل العمليات، والتصدي لمحاولات السماسرة في انتهاز الفرص والإعلان عن كل محاولات التلاعب أو تجاوز المساطر القانونية. قرار خلق هذه اللجن التي اعتمدت بشكل واسع في بؤر الصفيح ، خلفت ارتياحا وتجاوبا في محيط كل الدواوير والأحياء الصفيحية، « لأول مرة يمكن للسكان ، تقديم اعتراضهم أو وجهة نظرهم بخصوص مشاكل وحالات شائكة للمستفيدين بهذه الأحياء، واعتمادها في اللوائح النهائية» كلام لأحد ممثلي سكان دوار الشانطي، الذي اعتبر كذلك أن مهمة الإشراف عن قرب على كل العمليات هي مهمة غير يسيرة للحد من تدخلات جهات ألفت تفريخ المزيد من البراريك لأهداف محددة وذلك بكل الوسائل والوقوف أمام مشاريع الاسكان الرامية إلى القضاء على الصفيح بالمدينة. محمد عارف