في الصخيرات وبنفس القاعة التي تليت فيها، قبل أربع سنوات سطور الرسالة الملكية على عشيرة الرياضيين، اهتدى مدرب المنتخب الوطني إيريك غيريتس إلى وسيلة لسل الشعرة من عجين خلافه مع المدربين المغاربة، وقال في ندوة صحفية بنبرة استعطاف «إنني لم انتقد أي زميل لي في البطولة الاحترافية المغربية، فعلي مدى عشرين سنة قضيتها في مهنة التدريب لم يسبق لي أن انتقدت زميلا لي في المهنة، ربما الأمر يتعلق بسوء تفاهم وبسوء تأويل لكلامي»، وألصق التهمة بلغته الفرنسية التي لازالت في طور «الروداج». حين طالب مجموعة من المدربين المغاربة من المدرب إيريك غيريتس تقديم اعتذار، أو التراجع عن أقاويل تدين الأطر التقنية المغربية تصفها بالفاشلة، كان لابد للجامعة أن تبحث عن صيغة لإغلاق جبهة الخلاف مع المدربين وإعلان وقف إطلاق النار بين مدرب أجنبي ومدربين مغاربة، لهذا أوصى مقربون البلجيكي غيريتس بعقد ندوة صحفية لضرب سرب عصافير بلقاء إعلامي واحد، حتى يتسنى له ضمان الحد الأدنى من الغضب قبل مباراة بوركينافاصو، فالود ضروري قبل المواجهة الودية. لكن توضيح المدرب البلجيكي يدينه بتهمة الإساءة إلى محللين رياضيين عملوا مع قنوات أجنبية، في إشارة واضحة إلى فخر الدين رجحي وبادو الزاكي والحسين عموتة وميلود مذكر، لكنه لم يشر إليهما بالإسم، وحين ستخرج إلى الوجود ودادية للمحللين الرياضيين المغاربة ويصدر بيانا مضادا لغيريتس، سيعقد هذا الأخير ندوة صحفية يقول فيها إن القصد من كلامه هم المحللون العاملون في المحطات الإذاعية. ليست المرة الأولى التي يهرول فيها غيريتس صوب ضفة «انكر أخاك ظالما أو مظلوما»، فقد سبق له أن قام بالفعل ذاته في خلافه مع مدير قناة «الرياضية» حسن بوطبسيل، فبعد أن قام المدرب بتحقير الصحفي في ندوة صحفية بمراكش، عاد بعد أن هدأت الخواطر ليقول إن الإعلام «حفر هوة خلاف بينه وبين الصحفي»، وأن الأمر مجرد رد أريد به إضفاء جو من الطرافة على اللقاء. حين انتقد المدرب بادو الزاكي رئيس المجموعة الوطنية لكرة القادم السابق امحمد أوزال في ندوة صحفية بمركب محمد الخامس، ودعته الجامعة لجلسة استماع أشبه بمجلس تأديبي، فضل هو الآخر التعامل بعملة صعبة اسمها سبق الميم ترتاح، قال الزاكي إنه لم ينتقد المسؤولين عن تدبير الشأن الكروي وأن الصحافة أساءت تأويل كلامه، وهي الوصفة السحرية التي جعلته يسل الشعرة من عجين النزاع بلا غالب ولا مغلوب.