بعد شهور من الترقب وتضارب المعلومات، أكد الاتحاد المغربي لكرة القدم رسميا تعاقده مع المدرب البلجيكي ايريك غيريتس للإشراف علي تدريب أسود الأطلس وقيادته للتأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا 2012 وكأس العالم 2014 بالبرازيل . وأعلن الاتحاد المغربي في خبر نشر علي موقعه الالكتروني عن تعيين الفرنسي دومينيك كوبرلي مساعدا لغيريتس ، في مهمة " تقويم الفريق القومي والاستجابة للتطلعات المشروعة للجمهور المغربي ". وذكر مصدر أن كوبرلي باشر مهامه فعليا لتنفيذ الإستراتيجية التي سطرها غيريتس في انتظار قدوم هذا الأخير، المتوقع في يناير المقبل علي أقصي تقدير، بعد فك ارتباطه بناديه الحالي الهلال السعودي، الذي يخوض منافسات كأس آسيا. وظل أسود الأطلس بدون مدرب منذ يناير الماضي، إثر إقصائهم المخيب من نهائيات كأس إفريقيا بأنغولا ، وكأس العالم ، التي تجري بجنوب إفريقيا . ومنذ ذلك الحين، تضاربت التخمينات حول هوية المدرب الجديد، وتناقلت وسائل الإعلام أسماء الايطالي زاكيروني ، والهولندي هيدينك ، والفرنسيين لويس فيرنانديس ، وبرونو ميتسو ، والبرتغالي خوسي روماو ، بالإضافة إلى المغربي بادو الزاكي ، الذي حظي بدعم شعبي واسع . ونظمت حملة واسعة علي الفيسبوك تطالب بإعادة تعيين الزاكي ، الحارس الدولي السابق ، مدربا للمنتخب القومي ، بعد أن نجح سابقا في قيادته للعب المباراة النهائية لكأس الأمم الإفريقية بتونس 2004 ، غير أن كثيرين يرون أن صرامته وسوء علاقته مع عدد من مسؤولي الاتحاد حالا دون ذلك. ودون التشكيك في كفاءته الفنية ، قوبل تعيين البلجيكي غيريتس بفتور في أوساط الجمهور والنخبة الرياضية علي السواء، حيث يعتبر الممارسون والمحللون الكرويون أن المطلوب لاستعادة مجد الكرة المغربية هو إعادة هيكلة جذرية لمنظومة كرة القدم بالبلاد ، تشمل أنظمة التكوين والبنيات التحتية وأساليب التدبير والإدارة الفنية . جمال اسطيفي ، الصحفي الرياضي ، قال في تصريح ل " سي إن إن " بالعربية ، إن تأخر المدرب الجديد في الالتحاق بالمنتخب لن يخدم مصالحه في التصفيات القارية والدولية المقبلة . كما أشار إلي أن الراتب الكبير للمدرب ، والقيمة الباهظة للشرط الجزائي الذي يقع علي عاتق الاتحاد المغربي، أمر يفوق طاقة بلد في مستوى المغرب . وذكر بان الاتحاد البلجيكي تراجع عن التعاقد مع غيريتس بسبب مطالبه المالية المرتفعة. ولم يكشف الاتحاد المغربي حتى الآن عن القيمة المالية لعقد المدرب القومي الجديد ، غير أن غيريتس كان صرح لصحيفة بلجيكية أنه سيتقاضي شهريا حوالي 250 ألف يورو ، مما يجعله ثاني أغلي مدرب في العالم بعد الايطالي فابيو كابيلو ، مدرب المنتخب الانكليزي . ونبه اسطيفي، الي أن غيريتس لم يسبق له تدريب منتخب قومي، وتجربته انحصرت في قيادة أندية ، علما أن ثمة فرقا كبيرا بين المهمتين ، وهو ما يطرح تساؤلا حول حظوظ نجاحه مع أسود الأطلس . وخلص اسطيفي الي أن أزمة الكرة المغربية ليست في المدرب، وإنما في نمط التسيير، وفي نظام كروي يهتم بالواجهة دون القاعدة . وبدا الحارس الدولي السابق حميد الهزاز، أكثر تفاؤلا بنجاح المدرب القومي الجديد في مهمته الشاقة، بالنظر الي المعطيات الفنية المرتبطة بمساره الرياضي وبتجاربه الناجحة مع أندية كبيرة. وأضاف الهزاز في تصريح ل " سي إن إن " ، أنه يتوقع عملا كبيرا في قيادة المنتخب ، لكنه شدد علي ضرورة التحلي بعقلية احترافية من جانب المسؤولين ، تواكب الوافد الجديد وإعطائه الوقت الكافي لإحداث التغيير الايجابي المطلوب في سفينة المنتخب . هذا، وسيكون علي غيريتس، العمل علي مصالحة الجماهير العريضة للكرة في المغرب مع منتخبهم الذي فشل في الآونة الأخيرة علي جميع الواجهات القارية والدولية، حيث عوض المغاربة مشاعر اليأس والإحباط بتشجيع المنتخب الجار، الجزائر، خلال تصفيات ونهائيات كأس العالم . وكان غيريتس، اللاعب الدولي السابق ونجم فريق " بي. اس. في اندوفن " الهولندي (1985 1992)، قد درب مجموعة من الأندية، من بينها فريق مارسيليا الفرنسي وغلطة ساراي التركي .