بعد شهور من الترقب وتضارب المعلومات، أكد الاتحاد المغربي لكرة القدم رسميا تعاقده مع المدرب البلجيكي ايريك غيريتس للاشراف على تدريب أسود الأطلس وقيادته للتأهل الى نهائيات كأس افريقيا 2012 وكأس العالم 2014 بالبرازيل. وأعلن الاتحاد المغربي في خبر نشر على موقعه الالكتروني عن تعيين الفرنسي دومينيك كوبرلي مساعدا لغيريتس، في مهمة "تقويم الفريق القومي والاستجابة للتطلعات المشروعة للجمهور المغربي". وذكر مصدر أن كوبرلي باشر مهامه فعليا لتنفيذ الاستراتيجية التي سطرها غيريتس في انتظار قدوم هذا الأخير، المتوقع في نونبر المقبل على أقصى تقدير، بعد فك ارتباطه بناديه الحالي الهلال السعودي، الذي يخوض منافسات كأس آسيا. وظل أسود الأطلس بدون مدرب منذ نونبر الماضي، إثر اقصائهم المخيب من نهائيات كأس افريقيا بأنغولا، وكأس العالم، التي تجري بجنوب افريقيا. ومنذ ذلك الحين، تضاربت التخمينات حول هوية المدرب الجديد، وتناقلت وسائل الاعلام أسماء الايطالي زاكيروني، والهولندي هيدينك، والفرنسيين لويس فيرنانديز، وبرونو ميتسو، والبرتغالي خوسي روماو، بالاضافة الى المغربي بادو الزاكي، الذي حظي بدعم شعبي واسع. ونظمت حملة واسعة على الفيسبوك تطالب باعادة تعيين الزاكي، الحارس الدولي السابق، مدربا للمنتخب القومي، بعد أن نجح سابقا في قيادته للعب المباراة النهائية لكأس الأمم الافريقية بتونس 2004، غير أن كثيرين يرون أن صرامته وسوء علاقته مع عدد من مسؤولي الاتحاد حالا دون ذلك. ودون التشكيك في كفاءته الفنية، قوبل تعيين البجيكي غيريتس بفتور في أوساط الجمهور والنخبة الرياضية على السواء، حيث يعتبر الممارسون والمحللون الكرويون أن المطلوب لاستعادة مجد الكرة المغربية هو اعادة هيكلة جذرية لمنظومة كرة القدم بالبلاد، تشمل أنظمة التكوين والبنيات التحتية وأساليب التدبير والادارة الفنية. جمال اسطيفي، الصحفي الرياضي، قال في تصريح لموقع CNN بالعربية، إن تأخر المدرب الجديد في الالتحاق بالمنتخب لن يخدم مصالحه في التصفيات القارية والدولية المقبلة. كما أشار إلى أن الراتب الكبير للمدرب، والقيمة الباهضة للشرط الجزائي الذي يقع على عاتق الاتحاد المغربي، أمر يفوق طاقة بلد في مستوى المغرب. وذكر بان الاتحاد البلجيكي تراجع عن التعاقد مع غيريتس بسبب مطالبه المالية المرتفعة. ولم يكشف الاتحاد المغربي حتى الآن عن القيمة المالية لعقد المدرب القومي الجديد، غير أن غيريتس كان صرح لصحيفة بلجيكية أنه سيتقاضى شهريا حوالي 250 ألف يورو، مما يجعله ثاني أغلى مدرب في العالم بعد الايطالي فابيو كابيلو، مدرب المنتخب الانكليزي. ونبه اسطيفي، الى أن غيريتس لم يسبق له تدريب منتخب قومي، وتجربته انحصرت في قيادة أندية، علما أن ثمة فرقا كبيرا بين المهمتين، وهو ما يطرح تساؤلا حول حظوظ نجاحه مع أسود الأطلس. وخلص اسطيفي الى أن أزمة الكرة المغربية ليست في المدرب، وإنما في نمط التسيير، وفي نظام كروي يهتم بالواجهة دون القاعدة. وبدا الحارس الدولي السابق حميد الهزاز، أكثر تفاؤلا بنجاح المدرب القومي الجديد في مهمته الشاقة، بالنظر الى المعطيات الفنية المرتبطة بمساره الرياضي وبتجاربه الناجحة مع أندية كبيرة. وأضاف الهزاز في تصريح ل CNN، أنه يتوقع عملا كبيرا في قيادة المنتخب، لكنه شدد على ضرورة التحلي بعقلية احترافية من جانب المسؤولين، تواكب الوافد الجديد واعطائه الوقت الكافي لاحداث التغيير الايجابي المطلوب في سفينة المنتخب. هذا، وسيكون على غيريتس، العمل على مصالحة الجماهير العريضة للكرة في المغرب مع منتخبهم الذي فشل في الآونة الأخيرة على جميع الواجهات القارية والدولية، حيث عوض المغاربة مشاعر اليأس والاحباط بتشجيع المنتخب الجار، الجزائر، خلال تصفيات ونهائيات كأس العالم. وكان غيريتس، اللاعب الدولي السابق ونجم فريق "بي.اس.في اندوفن" الهولندي (1985-1992)، قد درب مجموعة من الأندية، من بينها فريق مارسيليا الفرنسي وغلطة ساراي التركي.