أعاد فريق المغرب الفاسي بعضا من كبرياء كرة القدم المغربية وأعادها للواجهة الإفريقية أياما قلائل بعد أسوأ مشاركة للمنتخب الوطني بأمم إفريقيا. وفاز الماص بالضربات الترجيحية (4-3)، بعد أن انتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل هدف لمثله. وأحرز حمزة بورزوق الهدف الأول للماص بعد مرور 20 دقيقة إثر متابعة لعرضية حمزة حجي، قبل أن يدرك الترجي التعادل عن طريق خليل شمام في الدقيقة العاشرة من الوقت المحتسب بدل الضائع والذي بلغ 12 دقيقة كاملة احتسبها الحكم الجنوب إفريقي دانييل بينيت. ورغم إصابة الحارس الأساسي أنس الزنيتي بعد قرابة ساعة من اللعب إثر تدخل خشن من وجدي بوعزي ودخول البديل اسماعيل كوحا ولعب الترجي بعشرة لاعبين لنصف ساعة إثر طرد مجدي تراوي، فإن التسعين دقيقة انتهت متعادلة بهدف لمثله، ليتم الاحتكام إلى الضربات الترجيحية. ورد البرازيلي لويس جيفرسون إيشير بدقة على تسديدة خالد المويلهي، قبل أن يمنح يوسف البصري الامتياز للماص، إثر تصدي ناجح من كوحا لتسديدة سامح الدربالي، لكن سرعان ما ساد التكافؤ مجددا بإحراز موفق من إيهاب المساكني وإهدار من سمير الزكرومي قبل أن يعيد العميد رشيد الدحماني التقدم للماص مستفيدا من تسديدة في الهواء للمدافع وليد الهيشري ورغم ضربة جزاء ذكية من يوسف المساكني إلا أن آخر ضربة من رجل الشاب محمد ديوب حملت الماص لمنصة التتويج بعد أن أنصفت الضربات الترجيحية 4-3. وحقق «الماص» ثلاثية تاريخية غير مسبوقة بالمغرب بفوزه في موسم رياضي واحد بثلاثة ألقاب انطلاقا من كأس الاتحاد الإفريقي وكأس العرش والكأس الإفريقية الممتازة ليكسب شرعية إضافية للمشاركة في عصبة الأبطال بعد أن ولجها لأول مرة بصفته وصيفا لبطل الدوري الرجاء البيضاوي. وتعامل لاعبو المغرب الفاسي بإنسانية كبيرة عندما سمحوا لزميلهم عبد النبي لحراري العائد من تجربة غير موفقة مع الفريق العسكري بحمل الكأس من يدي وزير الرياضة والشباب التونسي الدولي السابق طارق ذياب ورئيس الكونفدرالية عيسى حياتو إلى جانب العميدين الدحماني ولمراني، قبل أن تنطلق احتفالية كبرى بالملعب ومستودعات الملابس وفندق الإقامة. وأصبح المغرب الفاسي بمناسبة هذا التتويج ثاني فريق من كأس الكاف يرفع الكأس بعد النجم الساحلي على حساب الرجاء وثاني فريق مغربي يحمل هذه الكأس بعد الرجاء البيضاوي في عام 2000 على حساب أفريكا سبور الإفواري الذي كان قد حرم الوداد في النسخة الأولى عام 1993، كما فشل الرجاء بضربات الترجيح أمام النجم الساحلي ثم الوداد أمام الزمالك 3-1 والجيش الملكي أمام مضيفه الأهلي المصري بضربات الجزاء 4-2 وفي العام الماضي الفتح الرباطي أمام مازيمبي بطل الكونغو الديمقراطية بضربات الجزاء 9-8. وانطلقت فرحة كبيرة بشوارع مدينة فاس في أعقاب نهاية المباراة وتتويج «الأصفر والأسود» بالكأس الممتازة، حيث جابت أمواج بشرية أهم شوارع العاصمة العلمية حاملة ألوان الماص والأعلام الوطنية ومحتفية بالانجاز الثالث في موسم رياضي واحد.