المغرب الفاسي يكمل ثلاثية تاريخية ويسقط الترجي في عقر داره تألق فريق المغرب الفاسي من جديد وأعاد كرة القدم المغربية إلى الواجهة القارية بعد تتويجه بطلا لكأس السوبر الإفريقي للمرة الأولى في تاريخه، عقب فوزه المستحق على فريق الترجي التونسي بالضربات الترجيحية (4-3)، في المباراة التي جمعت بينهما أول أمس السبت بملعب رادس بتونس. ولجأ لفريقان إلى ضربات «الحظ» عقب انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي (1-1)، إذ سجل حمزة بورزوق (20) هدف الفريق الفاسي، فيما عدل النيجة للترجي خليل شمام في الوقت بدل الضائع من المباراة والذي تجاوز الدقائق الثمانية المحددة (90+10). وهو اللقب الثاني القاري بعد كأس الاتحاد الافريقي (2011) للمغرب الفاسي والرابع في مسيرته بعد تأسيسه عام 1946، حيث توج 3 مرات بطلا لكأس المغرب (1980 و1988 و2011)، علما بأنه حل وصيفا لبطل الدوري 7 مرات ووصيفا لبطل الكأس 8 مرات. وأكد فريق العاصمة العلمية بهذا الإنجاز، الذي تحقق في وقت جد مهم على يد مجموعة متجانسة ومتكاملة تجمع بين فتوة الشباب وخبرة وتجربة اللاعبين المخضرمين وتحت إدارة تقنية مستقرة وواعدة بقيادة المدرب الوطني رشيد الطاوسي، أنه فريق قوي يجب أن يضرب له ألف حساب مستقبلا. وكانت المواجهة الرابعة بين الفريقين المغربي والتونسي، حيث فاز كل منهما مرة واحدة وتعادلا مرتين وكسر المغرب الفاسي التقليد القائم، بعدما أصبح أول فريق مغربي يفوز على الترجي في عقر داره. وفشل الترجي في الظفر بالكأس السوبر الافريقية للمرة الأولى منذ 17 عاما، وفي إحراز اللقب للمرة الثانية بعد أن توج بطلا للمسابقة عام 1995 حين هزم موتيما بيمبي الكونغولي الديمقراطي (3-0) بالإسكندرية، وفي الثأر لموطنه النادي الافريقي الذي خسر نهائي كأس (الكاف) أمام الماص بالضربات الترجيحية أيضا (5-6) بعد التعادل في مجموع المباراتين ب(1-1). وكانت المباراة اختبارا فاشلا لمدرب الترجي الجديد السويسري ميشال دوكاستل على الصعيد القاري، بعد أن حل بديلا للونسي نبيل معلول إثر المشاركة المخيبة للفريق التونسي في كأس العالم للاندية التي أقيمت في اليابان قبل شهرين. وبدأ الترجي اللقاء بقوة وهدد مرمى ضيفه عدة مرات، خصوصا عبر يوسف المساكني والكاميروني يانيك نيونغ قبل أن يدخل المغربي الفاسي في الأجواء تدريجيا ويأخذ المبادرة الهجومية انطلاقا من سيطرته على منتصف الميدان وكانت له فرصة اولى حقيقية إثر هجمة من الجهة اليمنى وإرسال الكرة الى داخل المنطقة فشل مدافعان في قطعها، وأبدع الحارس معز بن شريفة في ابطال مفعولها (16). وكان المغرب الفاسي سباقا الى التسجيل عبر حمزة بو رزوق بعد هجمة من الجهة اليمنى وصلت منها الكرة إلى الأخير الذي تابعها طائرة بيسراها من أمام المدافعين إلى الزاوية اليسرى لمرمى بن شريفة (20). ولم تتأخر صحوة الترجي وحاول عدة مرات فلم ينجح المساكني ونيونغ وخالد المولهي ووجدي بو عزة بسبب يقظة الدفاع، ومن خلفه الحارس أنس الزنيتي الذي تدخل أكثر من مرة ونجح في حمابة مرماه. وأمسك الزنيتي رأسية محكمة لكنها خفيفة من نيونغ (41)، وكاد وليد الهيشري يغالط حارسه بن شريفية ويدفع الثمن من كرة معادة، لكن الاخير نجح في السيطرة عليها على دفعتين (43). وفي الشوط الثاني، كانت المبادرة الهجومية من جانب الترجي ولم يدخل لاعبو الفاسي منطقة خصمهم الا مرة واحدة بتسديدة من سعيد الحموني ذهبت بعيدا عن مرمى الحارس بن شريفة الذي بقي متفرجا. وأبعد الزنيتي كرة من امام نيونغ (47)، وتعرض الزنيتي لإصابة بعد اصطدامه مع بوعزة، لكنه تابع الذود عن مرماه لدقائق قليلة قبل أن يشعر بدوار ويتم استبداله بالحارس الاحتياطي إسماعيل كوحا (57). وضغط الفريق التونسي بشكل مكثف، وحصل على ركنية تابعها نيونيغ بيمناه خلفية مقلوبة مرت بجانب القائم الأيسر (60)، وحصل مجدي التراوي على البطاقة الصفراء الثانية وخرج فنقصت صفوف أصحاب الأرض في وقت حرج (63)، وانفرد بو عزة بمرمى الماص لكن خروج كوحا أبعد الخطر (65). وأضاع محمد بن منصور فرصة ادراك التعادل من متابعة رأسية لكرة من ركنية حطت اولا على رأس البديل ايهاب المساكني الشقيق الاكبر ليوسف (66)، واهدر اللاعب نفسه فرصة ثانية بعد ركنية اخرى تابعها عالية فوق المرمى (73)، واحكم الترجي سيطرته المطلقة وبدا غير متأثر بالنقص العددي وتعددت محاولاته الجدية لكنه لم يوفق في ترجمة اي منها في الوقت الاصلي. وفي الدقيقة العاشرة من الوقت بدل الضائع، تمكن الترجي من ادراك التعادجل بعد ان حامت الكرة في منطقة المغرب الفاسي وتكررت محاولات التهديف وابعاد الكرة الى ان اخطأ احد المدافين في قطعها فوصلت الى شمام عند خط المرمى دفعها بسرعة في الشباك. واحتكم الفريقان لضربات الترجيح بهدف كسر التعادل، والتي آلت لصالح مصلحة الفريق المغربي الذي نجح حارسه البديل كوحا في صد ركلة سامح الدربالي بينما أهدر وليد الهيشري ضربة ترجيحية للترجي، في حين كما نجح بن شريفة في صد ضربة مدافع الماص سمير الزكرومي.