سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بنكيران: لن ننازع الملك لإرضاء العلمانيين ولن نهاجم الهمة توعد بتطبيق القانون ضد المعطلين الذين يحتلون الأماكن العامة ووصف احتجاجات النساء ضد حكومته ب«الفوكيع»
قال عبد الإله بنكيران، الأمين العام للعدالة والتنمية, إن حزبه لن يدخل في نزاع مع الملك لإرضاء مجموعة من العلمانيين تحالفت مع الشيطان، مشيرا في عرض سياسي له بمناسبة انعقاد المجلس الوطني للحزب، صباح أول أمس السبت في المعمورة بسلا، إلى أن «هذه المجموعة من الناس (يقصد بعض العلمانيين) يعادون مبادئنا وأخلاقنا وتحالفوا مع الشيطان ضدنا..». وكشف بنكيران أن «الأمور تسير في اتجاه إيجابي، ويتأكد لنا يوما بعد آخر أننا نسير، وبشكل تدريجي، في اتجاه ممارسة سلطاتنا كما هي منصوص عليها في الدستور». مشددا على أنه لن يدخل في نزاع مع الملك «باش يدير لخاطر لزيد أو عمرو أو لمجموعة من الناس كانوا ينادون بالعلمانية..». وقال بنكيران إن تنزيل الدستور الجديد يتعين أن يتم بالتعقل لا بخلق أزمات وإدخال البلاد في حالة اللااستقرار، مشددا على القول في هذا السياق: «نتعامل مع الملك من منطلق أن نلتزم بتوجيهاته، وإذا كان لنا رأي في قضية ما، فإننا نراجعه بأدب ونعبر عن رأينا ونتحدث إليه بدون حرج، وهذه أمور إيجابية بالنسبة إلى المجتمع والدولة والحزب». وقال بنكيران: «إننا ندرك جيدا أن الملكية هي عمود خيمة هذه البلاد وعنصر أساسي في بناء هذه الدولة، وهي قناعة ثابتة ومركزية في خطنا السياسي»، مشيرا إلى أن مطلب نزع القداسة عن الملك في الدستور وإن كان أحد مطالب حزبه السابقة، فإن الملك محمد السادس هو «من أزالها لقناعته، فقال لنا في الآلية السياسية: القداسة لله والعصمة للأنبياء، وأنا ملك مواطن». وتوقف بنكيران في عرضه السياسي عند العلاقة بفؤاد عالي الهمة، مستشار الملك، وأعرب عن استغرابه مؤاخذة بعضهم إياه على «تطبيع» العلاقات معه، وقال بهذا الخصوص: «سبق أن هاجمنا الهمة لأنه كان خصما سياسيا لنا، لكن عندما أصبح مستشارا للملك، لا يستقيم أن أظل أهاجمه كعضو في «البام» لأن هذا غير معقول واحترامنا لجلالة الملك يلزمنا باحترام مستشاريه». إلى ذلك، عاد بنكيران ليهاجم الاحتجاجات التي قادتها ضده جمعيات نسائية الأسبوع الماضي، من خلال تنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان رفعت خلالها شعارات ضد حكومته بسبب «إقصاء» النساء من المناصب الوزارية، واصفا تلك الاحتجاجات ب»الفوكيع» (الفطر)، وقال: «ما لقوش فين يشدوني، جابوا لي النساء عرفت منهم غير عائشة الشنا، آش درت أنا لعيلات ديال ورزازات ونساء السلاليات؟ اعتذرنا إلى النساء في البرلمان لكن كاينة وحدة اللي ما بغاتش تفهم». وفي رسالة واضحة إلى من يقود الاحتجاج ضد حكومته، قال: «لن أسمح باحتلال الأماكن العامة.. ما جيناش نديرو الخاطر لزيد أو عمرو أو للمحتجين أو المعطلين، جئنا لتطبيق القانون وليدرك المغاربة أنهم أمام حكومة تريد أن يتميز عملها بالإنصاف»، قبل أن يستدرك قائلا: «نعم، للمواطنين الحق في الاحتجاج، وليس لهم الحق في رشق سيارات الشرطة بالحجارة ومنع المواطنين من قضاء مصالحهم، لأنها ملك عام ورجل الشرطة مواطن مغربي». من جهة أخرى، اعتبر بنكيران، خلال دورة المجلس الوطني للحزب الذي غاب عنه بعض الوزراء والقياديين الإسلاميين، أن انتقال حزبه من المعارضة إلى رئاسة الحكومة ليس بالأمر العادي، وأن هذا الانتقال يستدعي منه مراجعة أحواله بما يناسب المرحلة التاريخية. ومن الوصفات التي قدمها بنكيران إلى إخوانه لتدبير المرحلة القادمة، في ظل نقاش يثور داخل الحزب حول الفصل بين ما هو حزبي وما هو حكومي، الحرصُ على التمسك بإيديولوجية الحزب ومرجعيته الإسلامية، وكذا ضخ دماء جديدة في جسده لحاجته إلى الكفاءات، وإفساح المجال أمام الشباب لتقلد المسؤوليات الحزبية، سعيا منه إلى تعزيز إشعاعه والاستمرار في كسب ثقة المواطنين. وقلل بنكيران من المخاوف التي يعبر عنها البعض من تأثير قيادة حزبه للحكومة على شعبية الحزب، معتبرا أن العدالة والتنمية لن تفقد شعبيتها كما كان الأمر بالنسبة إلى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وفيما اختير عبد الله باها، نائب الأمين العام، لرئاسة المؤتمر القادم، ولجنة من 30 عضوا تمثل الجهات ومنظمات الحزب الموازية لتهييء وثائق المؤتمر الذي اقترحت الأمانة العامة عقده في 14 و15 يوليوز القادم، لجأ بنكيران إلى استنهاض همم إخوانه من أجل تحقيق نصر انتخابي في محطات الانتخابات الجماعية والجهوية القادمة المنتظر استكمالها قبل افتتاح الدورة الخريفية القادمة. وشدد على ضرورة «الاستعداد من أجل تحقيق انتخابات جديدة ليس لذواتكم وإنما من أجل تنزيل الدستور».