يكاد مصطلح «مجموعة ضغط الولاياتالمتحدةالأمريكية» يكون مرادفا ل«لوبي يهودي»، في نظر الكثيرين.. السبب هو الحضور القوي للّوبيات اليهودية في أمريكا وتأثيرها على التوجهات العامة والسياسات الخاصة للولايات المتحدةالأمريكية. ولا يقتصر الأمر على الحضور فقط، بل إن اللوبيات اليهودية بفي أمريكا تُشكّل أكبر قوة ضغط في البلاد، إلى درجة أن مصير رؤساء أمريكيين يكون بين أيدي من يقلبون أمور هذه اللوبيات اليهودية. المغرب حاضر داخل اللوبيات اليهودية الأمريكية، هذا ما كشفت مصادر مُطّلعة ل«المساء»، والتي أمدّتنا بمعطيات دقيقة بشأن مساهمة هذه اللوبيات في ترجيح كفة المغرب داخل مراكز القرار في الولاياتالمتحدةالأمريكية. الفضل في ذلك يرجع إلى عاملين، أولهما التقدير الذي يحظى به المغرب من طرف معتنقي الديانة اليهودية، والذي يرجع إلى كون المغرب ظل ملاذا آمنا لليهود على مقر قرون. هذا التقدير يكون أكبر في قلوب يهود أمريكيين ذوي أصول مغربية انتقلوا، أيام «الهجرة الكبرى» من الغرب إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. أما العامل الثاني فيكمن في العلاقة التي تجمع يهود مغاربة بيهود أمريكان يصنعون القرار السياسي هناك. هنا يظهر دور أسماء بارزة في الطائفة اليهودية المغربية، يتقدمهم المستشار الملكي أندري أزولاي، ورئيس الطائفة اليهودية المغربية، سيرج بيرديغو. لكن كيف يحصل هذا الضغط اليهودي لصالح المغرب بالولاياتالمتحدةالأمريكية؟ تكشف مصادر «المساء» عن وجود ارتباط كبير من يهود أمريكيين من أصول مغربية ببدلهم الأصل المغرب. هؤلاء اليهود المغاربة يشتغل أغلبهم بالتجارة ويملك عدد كبير منهم شركات عطور تجلب مواد أولية من قلعة مكونة وأكدز وتربطها علاقات تجارية مع تجار يهود ما زالوا في المغرب. المغاربة هؤلاء لهم ارتباط حميمي بالمغرب، ويشكلون صوتا مغربيا داخل أعتى اللوبيات اليهودية الأمريكية. الصوت اليهودي المغربي يسمع بشكل لافت داخل أكثر التجمعات اليهودية الأمريكية الضاغطة، يتعلق الأمر ب»لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية»، والتي تسمى اختصارا «أيباك». هذه المجموعة الضاغطة هي أقوى لوبي مؤثر في السياسات الأمريكية وحتى الدولية. يكفي أن من البروتوكولات التي يجب على أن رئيس جديد للولايات المتحدةالأمريكية أن يقوم بها هي حضور المؤتمرات السنوية للوبي «أيباك». الحضور المغربي باللوبي اليهودي الأكبر «أيباك» تتم ترجمته، حسب مصادر «المساء»، على مستوى عدة خطوات تؤكد عمل اللوبي الأمريكي على دعم المغرب. آخر هذه الخطوات كانت بدفاع تيار «أصدقاء المغرب» داخل «أيباك» عن منح اللوبي جائزة شخصية السنة للملك محمد السادس، خلال السنة الماضية. ولم يكن الشخص الذي تسلم جائزة رجل السنة هاته سوى سيرج بيرديغو، رئيس الطائفة اليهودية المغربية. للوبي «أيباك» تأثير كبير على أعضاء الكونغرس الأمريكي ومجلس الشيوخ، والذي منه تنبثق التوجهات السياسية الكبرى للولايات المتحدةالأمريكية المؤثرة في العالم. هذا التأثير يظهر بشكل ملموس من خلال تصريح مسؤولين نافذين داخل الكونغرس الأمريكي بدفاعهم عن التصور المغربي لحل أزمة الصحراء المغربية، جهارا. أبرز هذه التصريحات الأخيرة ما جاء على لسان رئيس لجنة الاستعلامات بمجلس الشيوخ الأمريكي، واسمها ديان فيستن، وهي مقربة من المجموعات اليهودية الضاغطة بالولاياتالأمريكيةالمتحدة، والتي أكدت في جريدة «دو هيل» الأمريكية أن الحل المقترح من المغرب، أي الحكم الذاتي، هو «حل واقعي وفي كثير من حسن النية». الموقف ذاته تبنته، بعد ذلك، وزير الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، التي ستزور المغرب قريبا، عندما صرحت لنفس الجريدة بأن المغرب ظل دائما حليفا للولايات المتحدةالأمريكية. من بين حلقات الوصل بين يهود أمريكا، وأيضا كندا، والمغرب، المستشار الملكي أندري أزولاي، والذي يدأب على زيارة أمريكا، بين الفينة والأخرى. من بين هذه الزيارات من تكون تلبية لدعوة مجموعات ضغط مغربية تم تأسيسها بالولاياتالمتحدةالأمريكية، ويتعلق الأمر بالمعهد المغربي الأمريكي «AMI»، بشراكة مع «واشنطن موروكون كلوب»، الذي يرأسه مغربي يدعى حسن السمغوني، والذي نظم لقاء حضره أزولاي، والتقى خلاله مغاربة يعملون على التأثير في السياسيات الأمريكية، كل من موقعه.