يسعى مجلس النواب إلى الاستقلالية المالية عن الحكومة من أجل تطبيق مبدأ فصل السلط خلال السنة المقبلة، وفق ما أكده كريم غلاب في ندوة صحافية نظمت أول أمس بالرباط، حيث أبرز أن الوضع سيبقى كما هو عليه خلال سنة 2012، غير أنه لا يمكن أن يستمر المجلس في تبعيته للحكومة من حيث التمويل. وقال غلاب إن «هناك خللا في فصل السلط. فلا يمكن لمجلس النواب أن يطلب إذنا من الحكومة في الوسائل المالية، التي من المفترض أن يراقبها»، موضحا أن هناك دراسة للإطار المؤسساتي بخصوص مالية مجلس النواب حتى لا يظل تحت الوصاية المالية لوزارة المالية. وأشار رئيس مجلس النواب إلى أن مراقبة مالية مجلس النواب لا يجب أن تظل خاضعة لوزارة المالية، بل إن المجلس الأعلى للحسابات هو الذي ينبغي أن يراقب مالية مجلس النواب. وفي جوابه عن سؤال ل»المساء» حول حل مشكل غياب البرلمانيين، قال غلاب إن «هذه الظاهرة نستنكرها وسنضع لها حدا وإن الدورة شهدت حضورا مكثفا للنواب»، مبرزا أن المجلس بالإضافة إلى تطبيق المقتضيات، التي جاء بها النظام الداخلي لمجلس النواب، والتي تصل إلى حد الاقتطاع من تعويضات النواب المتغيبين بدون عذر، سيضع آليات جديدة تساعد النواب على الحضور، ومنها البحث في سبل توفير ظروف العمل، إلى جانب تحويل المجلس إلى فضاء سياسي. وأكد رئيس مجلس النواب على أن الإجراءات الخاصة بالغياب غير المبرر سيتم تطبيقها بصرامة عالية ودون تساهل لمحاربة الصورة السلبية لدى المواطنين حول البرلمان. وحول مصير القناة البرلمانية، أكد غلاب أن هذا المشروع من اختصاص مجلس النواب، وهو الذي سيضع السياسة التحريرية لها، وأن دور الحكومة ينحصر فقط في التمويل، مشيرا إلى أنه من المرتقب انطلاقها خلال السنة المقبلة، على أساس أن تخصص هذه السنة لدراسة المشروع من ناحية الإطار المؤسساتي وبحث كل السيناريوهات الممكنة لإطلاق هذا المشروع. وحضر الندوة نواب رئيس مجلس النواب وبعض رؤساء الفرق البرلمانية، وقد تحدث عبد العالي دومو، النائب الخامس لرئيس مجلس النواب وعضو الفريق الاشتراكي، عن الدبلوماسية البرلمانية والدور الذي لعبته بخصوص اتفاقية التبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي في المجال الفلاحي، مضيفا أن البرلمانيين المغاربة استطاعوا التواصل مع 90 برلمانيا أوروبيا خلال يومين، وقدموا لهم معطيات حول خصوصية المغرب. وقال دومو إن «هناك وجودا دائما وقويا لخصوم المغرب داخل البرلمان الأوروبي»، مؤكدا أن عددا من البرلمانيين الأوربيين يحملون تصورا سلبيا عن المغرب بسبب المعلومات الخاطئة التي يروج لها خصومه.