قاطع عدد من طلبة الكلية متعددة الاختصاصات في تازة، صباح أمس الثلاثاء، امتحانات الدورة الأولى، «استجابة» لدعوة أطلقها فصيل طلبة النهج الديمقراطي القاعدي، وهو الفصيل الذي يُعرَف أيضا ب»البرنامج المرحلي» ويهيمن على الساحة في هذه الكلية. وشهدت ليلة الاثنين -الثلاثاء تدخلا أمنيا بالقرب من الكلية لمنع مسيرة طلابية من التوجه إلى وسط المدينة. وتحدث تقرير للطلبة عن «مداهمة عناصر الأمن للكلية» وعن وجود أضرار جراء هذا التدخل. وتزامن هذا التصعيد مع تدهور الحالة الصحية لطالب مُعتقَل يوجد في السجن المحلي لتازة، بعد خوضه إضرابا عن الطعام فاقت مدته ال50 يوما. وتشير تقارير الطلاب إلى أنه «جرى نقل الطالب عز الدين الرويسي إلى المستشفى الجامعي لفاس في وضعية صحية متدهورة». كما دخل المعتقل رضوان الخرباوي، عن الجمعية الوطنية لحمَلة الشهادات المعطلين، ومحمد غلات، عن تنسيقية حي الكوشة، وهما من معتقلي أحداث تازة، في إضراب مفتوح عن الطعام منذ حوالي أسبوع. واجتاز بعض الطلبة الامتحانات، وسط حضور أمني مكثف. وبرر مقاطعو الامتحانات في الكلية هذه الخطوة ب»عدم استجابة الإدارة لمطالبهم». وتعتبر كلية تازة من ملحقات جامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس ويعود انطلاق العمل فيها إلى الموسم الجامعي 2003 - 2004. وتعيش الكلية إضرابات متتالية للطلبة للمطالبة بإحداث حي جامعي في المدينة وتجهيز الكلية بالبنيات العلمية والأكاديمية الضرورية وفتح دراسات السلك الثالث فيها. وكانت السلطات قد أعلنت، منذ أكثر من ثلاث سنوات، عن مشروع لإحداث حي جامعي في المدينة وخصصت لبنائه مبلغ 22 مليون درهم، وقيل إن المشروع سيُموَّل بشراكة بين قطاع التعليم العالي ووكالة تنمية الأقاليم الشمالية ومجلس جهة تازة -الحسيمة -تاونات والمجلس الإقليمي لتازة، لحل مشكل السكن، المطروح أمام عدد كبير من طلبة الكلية متعددة التخصصات غير القاطنين والمتحدرين من نواحي تازة. لكن المشروع لم يخرج بعدُ إلى حيّز الوجود. وشهدت الدورة الأولى في الكلية نفسها، في منتصف يناير من السنة الماضية، مواجهات بين الطلبة القاعديين وبين قوات الأمن على خلفية دعوة مشابهة لمقاطعة الامتحانات. ومن أبرز المطالب التي رفعها القاعديون في تازة توفير مسخن للماء في مسجد الكلية، الزيادة في المنح، إرجاع طلبة مطرودين إلى فصول الدراسة، توفير حي جامعي في المدينة، تمكين الطلبة من التسجيل في السلك الثالث، تزويد الكلية بما يكفي من الكراسي ومن الكتب وتسريع وثيرة أشغال بناء المدرجات والقاعات.