انتقلت لجنة مكونة من ممثلين عن مركز التراث المغربي البرتغالي والمندوبية الجهوية لوزارة الثقافة وممثلين عن السلطات المحلية بالجديدة، مساء أول أمس الإثنين، إلى منطقة مولاي عبد الله أمغار لتفقد مكان الأعمدة الأثرية الضخمة التي تم اكتشافها بشارع محمد الخامس بجماعة مولاي عبد الله أثناء قيام إحدى الجرافات بعمليات حفر في إطار مشروع إعادة هيكلة مجاري الصرف الصحي بالجماعة، التي انطلقت منذ سنة تقريبا. وحسب مصدر جيد الاطلاع، فإن الأعمدة تم اكتشافها مساء الجمعة الأخير، لكن المسؤولين أمروا بإيقاف الأشغال وتغطيتها إلى حين معاينتها من طرف لجنة مختصة، وقد أمرت هذه اللجنة بإيقاف الأشغال وحماية مكان اكتشاف الأعمدة الأثرية التي بدت وكأنها جزء من مبنى أثري ضخم، إلى حين تشكيل فريق من الباحثين لإنقاذ هذا الاكتشاف التاريخي. وحول أهمية هذا الاكتشاف، أكد أبو القاسم الشبري، مدير مركز دراسات وأبحاث التراث المغربي البرتغالي، أن المنطقة التي تم اكتشاف الأعمدة بها تعد من المناطق العريقة التي تضم عددا من المعالم التاريخية، على رأسها «مغارة الخنزيرة» التي يعود تاريخها إلى حوالي 100 ألف سنة. مضيفا أن الأعمدة المكتشفة تشبه تلك الموجودة بمسجد حسان بالرباط، مما يرجح فرضية انتمائها إلى العصر الإسلامي بحسب المعاينة الأولية. وقال الشبري إن الفريق المتخصص في مجال الحفريات التاريخية والآثار، الذي سيتم تشكيله من قبل وزارة الثقافة سيكشف بالتحديد عن الفترة التي تنتمي إليها هذه الأعمدة، بعد إتمام الحفريات لمعرفة إن كان الأمر يتعلق ببناية أم بأعمدة معزولة، وأفاد أن منطقة مولاي عبد الله، التي كانت تسمى «تيط» سابقا، تعتبر منطقة غنية بالمآثر التاريخية عبر العصور ومن المنتظر أن تشهد مجموعة من الاكتشافات مستقبلا.