كشفت أعمال الحفر التي تجريها شركة منفذه لمشروع تهيئة جماعة مولاي عبد الله امغار بقنوات الصرف الصحي، قبل يومين، عن معلم أثري هام تمثل في اكتشاف سرداب تضم في تجويفه أعمدة دائرية الشكل مصنوعة من الحجر المنحوت كما تظهر الصورة، بالإضافة إلى جدران لم يتم التمكن من وصفها لصعوبة ولوج مكان الاكتشاف. وقد لعبت الصدفة دورها في هذا الكشف التاريخي الهام، وذلك عن طريق إحدى الجرافات التابعة للشركة المنفذة لمشروع تهيئة الصرف الصحي، والتي كانت تعمل بالموقع ،حيث أدت عملية الجرف والحفر، لفتح تجويف ارضي، الى اكتشاف ذلك المعلم، والذي قد يحمل في طياته كشفاً آخر بالمنطقة لا يقل أهمية، قد يُؤدي إلى معلومات مضافة في الإرث التاريخي للمنطقة والذي لا زال اغلبه مجهولا لحضارات بشرية استوطنت المنطقة قديما، بدليل ما تم العثور عليه في كهوف الخنزيرة، بقايا عظمية وحيوانية و'لقى أثرية كلها تدل على أن الإنسان استوطن المنطقة مند العصر الحجري. إلى ذلك فان الحفر الشبيهة بقبور القدامى والتي توجد بين صخور شاطئ مولاي عبد الله أمغار أو تيط كما كان يسميها الأقدمون، وهي حفر يقول الأستاذ محمد الشياضمي في كتابه، تاريخ مدينة تيط، تجعلنا لا نشك في أن تجمعا بشريا كان يوجد بهذا الشاطئ في العهود البونية. ومن جهته أوضح الأستاذ الباحث أبو القاسم الشبري مدير مركز دراسات وأبحاث التراث المغربي البرتغالي في تصريح خصنا به أن الموقع يوجد بداخله أعمدة قد تعود إلى العصر الوسيط وأضاف أن هذا الاكتشاف يستدعي بالضرورة بحفريات انقاد للوقوف علميا على أهمية هذه البناية والعمل على تأريخها، وذكر الاستاذ الشبري أنه من السابق لأوانه الجزم بتحديد الفترة التاريخية لهذا الأثار، ولمن يعود هذا المعلم ، ولكن حسب خبرتي، يضيف الشبري، أعتقد أنها تعود للعصر الوسيط. أن دراسة المواقع التاريخية بالمنطقة لن تتوقف عند هذا الأثر التاريخي بل نستطيع القول أن هذا الاكتشاف وهو بمثابة دفع وتحفيز في البحث والتقصي والدراسة للموقع لتحديد العمر الزمني الدقيق لذلك المعلم التاريخي. هذا وقد بلغ إلى علمنا أن السلطة المحلية بالمنطقة قد عملت على ردم المعلم ورد الأتربة والأحجار إليه حماية له من الضياع، في انتظار تشكيل فريق البحث الأثري الذي شرعت مصالح مديرية مركز التراث المغربي البرتغالي في مراسلة الجهات المختصة بالوزارة بغية إخبارها بالموضوع قبل ان تنطلق أشغال البحث والتنقيب في العاجل القريب.