تعرض الطاقم الطبي بقسم المستعجلات بمستشفى محمد السادس بمدينة المضيق، ليلة أول أمس، لاعتداء جسدي من طرف عائلة أحد المرضى، أسفر عن إصابة أحد الممرضين، يسمى محمد البالي، كما تعرضت طبيبة وممرضات أخريات للتهديد، وتم إلحاق أضرار بباب مصلحة المستعجلات. وعاينت «المساء» حالة الهلع والخوف في صفوف الطاقم الطبي، فيما حل المدير الإقليمي للأمن الوطني، مرفوقا بعناصر أمنية، بعدما قرر الممرضون والطبيبة خوض مسيرة احتجاجية ليلا، إلى غاية مفوضية الأمن، احتجاجا على ما يلحقهم من تهديدات واعتداءات تمس حياتهم الشخصية أثناء أدائهم واجبهم المهني. وصرح هؤلاء للجريدة بأنهم فوجئوا بعائلة أحد المرضى، (أ.و) تعتدي عليهم، حيث انفردوا بالممرض المذكور وانهالوا عليه بالضرب، قبل أن يلوذ الجميع بالفرار، بمن فيهم المريض البالغ من العمر 52 سنة. وعبر الطاقم الطبي عن استيائه من الانفلات الأمني، الذي يطالهم داخل مؤسسة صحية، حيث إن هذا الاعتداء هو الثالث من نوعه في ظرف سنة. ففي ليلة يوم 31 مارس من السنة الماضية، تعرض أحد عناصر الأمن الخاص بالمستشفى نفسه لهجوم عنيف من طرف سبعة شبان مسلحين بسيوف وسواطير وسلاسل، أسفر عن إصابته بجروح بليغة في الرأس والوجه، فيما قرر حينها كل الطاقم الطبي بالمستشفى التوقف عن العمل لمدة ساعة ونصف، باستثناء مصلحة المستعجلات، احتجاجا على مخاطر الاعتداءات التي أصبحت تطال المستشفى، والتي كادت تزهق حياة الحارس الخاص. ووفق تصريحات الضحية حينها، فإن بعض الشبان طالبوه في الساعة الواحدة والنصف ليلا بفتح باب المستشفى من أجل الدخول إلى قسم المستعجلات، وبمجرد فتح الباب انهال عليه هؤلاء بالأسلحة البيضاء وسواطير كانت بحوزتهم، حيث حاول جهد الإمكان أن يصدهم، قبل أن تخور قواه ويفر المعتدون من المستشفى، مصيبين الحارس بجروح غائرة في الوجه وأخرى في الجمجمة. من جهته، أصدر المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة، المنضوي تحت لواء الاتحاد العام للشغالين، بلاغا استنكاريا ضد الوضع الأمني المزري الذي يعيشه مستشفى محمد السادس، بعدما تعرضت كذلك إحدى الممرضات (هاجر. ع) لاعتداء وصفه البيان ب«الشنيع». وتم توقيف أحد المعتدين على الممرضة داخل المستشفى، حيث اعترف بالاعتداء عليها، وتم نقله إلى مفوضية الأمن بمدينة الأمن بالمضيق. واستغرب محدثونا كيف أن أحد ضباط الأمن كان يصر على أن الاعتداء كان بين شخص وآخر، دون أن يأخذ بعين الاعتبار أن الاعتداء شمل طاقما طبيا أثناء تأديته مهنته، كما أنه يعتبر انتهاكا لحرمة مؤسسة طبية عمومية وتهديد طاقمها. وسبق للعميد الإقليمي للأمن، وممثل عن عمالة المدينة، ومدير المستشفى، أن وعد الطاقم الطبي بتخصيص «دورية» أمنية بالمستشفى، وهو ما يرفضه الدكاترة والممرضات، مطالبين بتخصيص عنصر أمني دائم تفاديا لمزيد من الاعتداءات التي أصبحت تهدد حياتهم. ونظم الطاقم الطبي بالمستشفى، صباح يوم أمس، وقفة احتجاجية ضد ما يتعرضون له من اعتداءات، كما لم يستبعدوا قيامهم بمسيرة احتجاجية إلى غاية عمالة المضيق – الفنيدق. وتعرف مدينة المضيق مجددا تواجد عصابات خطيرة، مع ارتفاع كبير لنسبة الجريمة، خصوصا بالليل، وهو ما اشتكت منه مرارا ساكنة المدينة السياحية.