كشف وزير الداخلية شكيب بنموسى عن وفاة 11 شخصا في الاضطرابات الجوية الأخيرة التي خلفت خسائر مادية تتمثل في انهيار قنطرتين وما يناهز 500 مسكن مبني بالتراب، وتوقف مؤقت لمحطات الضخ وإنتاج الماء الصالح للشرب ببعض المناطق، وانقطاع مؤقت لحركة السير في ثمانية طرق وطنية وعشرة طرق جهوية وتسعة طرق إقليمية، وانقطاع مؤقت للتيار الكهربائي ببعض المناطق، وضياع عشرات من رؤوس الماشية وإتلاف محاصيل فلاحية مهمة ببعض المناطق. وقال وزير الداخلية أمس الثلاثاء، في معرض رده على سؤال شفوي بمجلس المستشارين حول حصيلة الاضطرابات الجوية، إن السلطات المحلية قامت بتوفير الإيواء لأكثر من 600 عائلة متضررة، في ظل الوضعية غير المسبوقة الناجمة عن الاضطرابات الجوية الاستثنائية التي عرفتها مؤخرا بعض مناطق المغرب، مضيفا أنه تم أيضا إجلاء عدد من العائلات التي تقطن بمناطق قد تكون معرضة لتهديد الفيضانات، وتوفير جميع الاحتياجات الضرورية من أغطية وأدوية ومواد غذائية. وأكد الوزير أنه تم التركيز بالأساس على عملية الإنقاذ والإغاثة وتوفير المواد الغذائية والأدوية وفتح المسالك والطرق لفك العزلة عن الأحياء والدواوير المنكوبة، بالإضافة إلى إصلاح وإعادة تشغيل جل محطات إنتاج وتوزيع الماء الصالح للشرب والكهرباء، كما تم وضع مولدات كهربائية وصهاريج وشاحنات صهريجية رهن إشارة الأحياء والدواوير المتضررة. وأضاف أن وزارة الداخلية قررت تخصيص غلاف مالي استعجالي لتغطية الحاجيات الآنية وذات الطابع الاجتماعي والإنساني، كما قررت الحكومة -يقول الوزير- الرفع من الاعتمادات المرصودة لصندوق التنمية القروية للاستجابة لحاجيات ساكنة العالم القروي، مؤكدا على ضرورة وضع مخطط شمولي يعنى بالتهيئة المجالية والتعمير للحد من الآثار السلبية لهذا النوع من الاضطرابات، وقال إن السلطات العمومية تبقى، على المستويين المركزي والمحلي، في حالة تأهب قصوى لمواجهة أي طارئ، وإمداد المناطق المعنية بالوسائل الضرورية، علما بأن توقعات مصالح الأرصاد الجوية الوطنية تفيد بأن المغرب سيعرف خلال هذا الأسبوع اضطرابات جوية جديدة. وأوضح بنموسى أن السدود المشيدة على مختلف الأحواض المعنية قد أدت الوظيفة المنوطة بها في حماية المواطنين وممتلكاتهم والحد من آثار الفيضانات، وتجميع حمولة مهمة من المياه ستساهم في تقوية مخزون الموارد المائية، حيث بلغت هذه التساقطات ذروتها في بعض المناطق، مسجلة بذلك ارتفاعا بأكثر من سبع مرات مقارنة بالمعدل السنوي المسجل خلال الثلاثين سنة الماضية بالنسبة إلى نفس الفترة، خصوصا ما بين 9 و11 أكتوبر.