علمت «المساء» أن عددا من المستفيدين من دراجات النقل الثلاثي في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في عمالة الصخيرات -تمارة تقدّموا بشكاية إلى وكيل الملك في المحكمة الابتدائية لتمارة، يطالبونه فيها بإنصافهم مما وصفوه ب»النصب والاحتيال» باسم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من طرف جمعيات فوت لها مشروع الاستفادة. وطالب المتضررون المسؤولة عن برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في عمالة الصخيرات -تمارة بضرورة فتح تحقيق في الموضوع وإجراء افتحاص مالي لكل الجمعيات التي تقدمت بمشاريعها، متسائلين في الوقت نفسه عن الشروط التي يتم الاعتماد عليها والمُحدِّدة لأحقية استفادة جمعية دون أخرى من مشروع المبادرة. وكشفت مصادر أن مجموعة من الجمعيات تطالب الراغبين في الاستفادة من دراجة نارية خاصة للنقل الثلاثي بمَبالغَ مالية تتراوح بين 3000 و6000 درهم، مضيفة أن المستفيدين لم يتسلموا أي وثيقة قانونية تثبت استفادتهم، الشيء الذي يؤكد «الغموض والفوضى» اللذين تعرفهما هذه المبادرة، بينما أحدث البرنامج بالأساس لمساعدة الفئات المعوزة والفقيرة التي لا تتوفر على دخل قار. وفي ظل «الفوضى والابتزاز»، اللذين تقودهما عدد من الجمعيات باسم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فإن المشتكين عبّروا عن استيائهم من تغييب الجانب التطوعي وتحويله إلى برنامج للسمسرة والاسترزاق على حساب جيوب المستضعفين، على حد ما عبّر عنه عدد من المستفيدين. وفي سياق متصل، طالبت فعاليات من المجتمع المدني في مدينة تمارة بضرورة تدخُّل وزارة الداخلية من أجل إجراء افتحاص للمشاريع التي أُنجِزت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي «كلّفت ملايين بل ملايير الدراهم، قبل أن تتحول إلى بنايات شكلية»، علاوة على ذلك، طالبوا بالتحقيق في مصير بعض المعدات والمشاريع «الصورية» التي تم توظيفها من أجل الاستفادة من أموال المبادرة. وكشفت مصادر عليمة ل»المساء» أن مجموعة من الأسماء والجمعيات في بلدية تمارة أصبحت تتمتع ب»الحصانة»، الشيء الذي يجعلها بعيدة عن كل مراقبة أو تتبع للمشاريع التي تُقدِّمها باسم التنمية البشرية، والأدهى من ذلك، تضيف المصادر ذاتها، أن هذه الجمعيات تمكنت من الحصول على الدعم في أكثر من مناسبة دون أن يظهر أي أثر لهذه المشاريع على أرض الواقع. إلى ذلك، حاولت «المساء» ربط الاتصال، لأكثر من مرة، بالمسؤولة عن مشروع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في عمالة الصخيرات تمارة لأخذ تصريحها في الموضوع، إلا أن كاتبتها الخاصة تؤكد أنها «في اجتماع، ويتعذر عليها استقبال المكالمات».