وضع فوزي الشعبي، رئيس مقاطعة السويسي بالرباط، الجمعة الماضي، طلب استقالته من رئاسة المقاطعة فوق مكتب حسن العمراني، والي جهة الرباطسلا زمور زعير، كما وضع نفس الطلب لدى باشا المدينة. وذكر مصدر «المساء» أن الاستقالة مازالت غامضة، حيث أكد الشعبي، مساء الجمعة الماضي، أثناء انعقاد دورة مجلس المقاطعة، على استقالته، وهو ما أثار عددا من التساؤلات لدى أعضاء مجلس المقاطعة. وعبر الشعبي، يضيف المصدر ذاته، عن عدم رضاه على الدعم المالي الموجه لجمعيات المجتمع المدني بدائرة السويسي، واستغرب بعض المستشارين من طلب الاستقالة، الذي تضمن مقاطعة السويسي دون مجلس المدينة. وقد رفض الشعبي، في اتصال مع «المساء»، تفسير أسباب استقالته، وأوضح أنه في حالة الموافقة على طلبه من قبل والي جهة الرباطسلا، سيخبر الرأي العام بتفاصيل استقالته من رئاسة مقاطعة السويسي، بينما نفى تقديم استقالته من مجلس مدينة الرباط. وأكد الشعبي أن عددا من الأمور تسير بطريقة عشوائية من قبل مجلس المدينة، و«هو ما دفعني إلى التصويت ضد الميزانية خلال انعقاد دورة نونبر الماضي»، مشيرا إلى وجود عمليات تتم بطريقة غير سليمة ويطبعها الفساد، بينما صادقت كل من المعارضة والأغلبية على ميزانية مجلس المدينة، والذي يصل عدد أعضائه إلى 86 عضوا، وعاب الشعبي على بعض المستشارين في المعارضة، إذ كان العضو الوحيد التي صوت ضد الميزانية. وكشف الشعبي أن من بين الملفات الغامضة التي تداولتها وسائل الإعلام، تفويت قطعة أرضية كان مجلس مقاطعة يعقوب المنصور رفض تفويتها سنة 1996، وتم تفويتها من قبل المجلس الحالي بملياري سنتيم، بينما ثمنها الحقيقي يتجاوز 40 مليار سنتيم، على حد تعبير الرئيس المستقيل من مقاطعة السويسي. وفي سؤال ل«المساء حول الدعم المالي الموجه إلى الجمعيات، والذي يبدو أنه من أسباب استقالة الشعبي، حسب بعض المتتبعين للشأن المحلي، أشار الأخير إلى أن هذا الملف من بين أسباب «استقالتي التي وجهتها إلى السلطات المحلية» بمدينة الرباط، إذ ظهر تباين في الدعم المالي الموجه إلى الجمعيات، التي تنشط على مستوى مدينة الرباط، وهو ما يطرح عددا من التساؤلات، يضيف الشعبي. وصادق مجلس مقاطعة السويسي، الأسبوع الماضي، برسم سنة 2011، على الميزانية، وبلغت القيمة المالية 2 مليون و708 آلاف درهم، كما تمت المصادقة على بناء مستوصف بالقرب من الملحقة الإدارية 19 لمقاطعة السويسي. إلى ذلك، استغرب مصدر «المساء» من صم الآذان من قبل بعض أعضاء مجلس المدينة المنتمين إلى حزب الأصالة والمعاصرة، بعدما خاضوا معاركا ضد المجلس المسير منذ شهر يونيو الماضي، حول الدعم المخصص لجمعيات المجتمع المدني، قبل أن يختفي هذا الصراع. يذكر أن فوزي الشعبي سبق أن استقال من التجمع الوطني للأحرار، الذي استقدمه من حزب التقدم والاشتراكية، وقبل الانتخابات الأخيرة، خاض الشعبي الانتخابات التشريعية رفقة والده بالقنيطرة وشقيقه بالصويرة باسم حزب البيئة والتنمية، وأخفق في الحصول على تجديد عضويته بمجلس النواب، بينما فاز كل من ميلود الأب ومحسن الابن بمقعدين وحيدين للحزب.