يعيش حزب العدالة والتنمية بالرباط على إيقاع ساخن، بعد أن توصلت قيادة الحزب الإقليمية والوطنية، أول أمس الاثنين، برسالتي استقالة بعث بهما كل من حسن المزودي، نائب رئيس مقاطعة حسان المكلف بالتنشيط المحلي، ونور الدين سماوي، نائب كاتب المجلس، قد تكونان مقدمة ل«نزيف» من الاستقالات في الحزب، في ظل حديث مصادر حزبية عن احتمال تقديم مستشارين جماعيين آخرين استقالتهما إلى عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، خلال الأيام المقبلة. وأفادت مصادر مقربة من المستشارين أن استقالتيهما، اللتين تأتيان في وقت حرج بالنسبة للحزب، الذي يواجه خطر إبعاده من تسيير مجلس مدينة الرباط، أثارتا حفيظة قيادة الحزب. محليا ووطنيا، حيث سارع العديد من القياديين أمثال محمد رضا بنخلدون، عضو الأمانة العامة، والكاتب الجهوي للحزب، وبرلمانيين آخرين، إلى الاتصال بالمعنيين قصد ثنيهما عن قرار الاستقالة، لكن دون أن تكلل اتصالاتهم ومساعيهم بالنجاح. وأشارت المصادر إلى أن الاستقالتين جاءتا كتبعات ل«اللقاء الساخن» الذي جمع لحسن الداودي بمستشاري الحزب في مقاطعة حسان الأسبوع الماضي، حين طالبهم بتوقيع ورقة التزام بالامتناع عن التصويت، خلال دورة مجلس مقاطعة حسان، على قرار إقالة رئيس اللجنة الثقافية والرياضية، والنائب الثاني المنتمي إلى حزب الاستقلال، وهو الأمر الذي رفضه مستشارو العدالة والتنمية على اعتبار أن الامتناع عن التصويت هو «طعن في الظهر للتحالف الذي يجمعهم بالأصالة والمعاصرة، ممثلا في إدريس الرازي، رئيس المقاطعة، وبحزب الحركة الشعبية». وحسب المزودي، فإن «القرار الذي اتخذته قيادة الحزب بالامتناع عن التصويت كان سيجعلنا نظهر بشكل مقزز أمام التحالف الذي شكلناه، خاصة إذا استحضرنا العلاقة المتميزة التي تربطنا برئيس المجلس وبمكوناته، ومكانتنا داخل المكتب والصلاحيات التي نتمتع بها، لكنهم مع كامل الأسف لم يتركوا لنا خط العودة، لذلك انتفضنا ضد القرار حتى لو كان الثمن هو مغادرة الحزب لأنه لا يمكن لنا أن نخرق التزاماتنا وننكث عهودنا». إلى ذلك، كشف نائب رئيس مقاطعة حسان أن استقالته جاءت «بعدما تيقنت أن الأجواء الداخلية التي أصبح عليها حزب العدالة والتنمية لم تعد توفر لي أسباب وجودي بين صفوفه، وكذلك تراجع الحزب عن الوفاء بالتزاماته تجاه شركائه السياسيين، خصوصا ما وقع في مجلس مقاطعة حسان»، مشيرا في الرسالة التي تتوفر «المساء» على نسخة منها، إلى أن «تلك الأسباب وغيرها لا توفر الظروف الطبيعية للعمل والاشتغال لمصلحة مدينة الرباط وساكنتها، وأنا من موقعي كمستشار في مجلس مقاطعة حسان لم أقتنع بالقرارات التي أقدم عليها الحزب في الدورة الأخيرة للمجلس، والتي كانت مجانبة للصواب وتسير ضد تقوية الالتزام بالمبادئ وقواعد الممارسة السياسية التي لا تخدم مصالح الساكنة وتعطل المرفق الجماعي». من جهته، اعتبر سماوي أن استقالته جاءت احتجاجا على الوضعية التي «أصبحت أعيشها داخل الحزب، والتي تتسم بمختلف أشكال الإهانة والاحتقار وسوء المعاملة، وهي وضعية ليست وليدة اليوم، بل هي تراكم جعلني أتخذ قرار مغادرة الحزب بحثا عن الحرية وحسن المعاملة». وفيما أكد قيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، في اتصال مع «المساء»، عن التحاق المزودي وسماوي بحزب الأصالة والمعاصرة، رسميا يوم الجمعة الماضي، فضلا عن سعيد مويس، عضو المكتب السياسي لجبهة القوى الديمقراطية، ونور الدين المجاطي عن حزب التجمع الوطني للأحرار، معتبرا ذلك الالتحاق موقفا شجاعا، اعتبر نائب رئيس مقاطعة حسان أن التحاقه بمعية المستشار سماوي بحزب ال«بام» وارد جدا.