في تكتم شديد، تم دفن الجندي المتقاعد، الذي أحرق نفسه داخل المحكمة الابتدائية بإقليمقلعة السراغنة، بينما كانت مباراة المنتخب المغربي لكرة القدم، الذي انهزم أمام المنتخب الغابوني، تجرى مساء الجمعة الماضية، وقد أثار اختيار القائمين على هذه العملية هذا التوقيت شكوك عدد من المتتبعين، معتبرين دفن الضحية عبد الرحيم بوكرين، الذي كان جنديا متقاعدا، قبل أن ينتقل للعمل بأحد الفنادق بالإقليم، هو تفويت للفرصة على عدد من «العيون»، التي كانت تراقب هذا الحدث، وتحاول الكشف عن خباياه، خصوصا من وسائل إعلام تحاول الوقوف على معلومات تكشف ملابسات الحادث، الذي هز إقليمقلعة السراغنة صباح الخميس الماضي. بالموازاة مع ذلك خرج العشرات من سكان الإقليم في مسيرة تضامنية مع الجندي المتقاعد، الذي صب حوالي خمسة لترات من البنزين على جسده، قبل أن يضرم النار فيه، وقد اخترقت المسيرة المذكورة شارع محمد الخامس، ورافعت خلالها شعارات ترثي الضحية، وتنتقد الوضع الذي آل إليه القضاء بالمغرب. وقد شارك بعض شباب حركة 20 فبراير في المسيرة، حاملين لافتات ذات مطالب اجتماعية، وردد المحتجون شعارات تطالب بالتحقيق في وفاة عبد الرحيم بوكرين، وتطالب باسترداد حقه الذي ضاع. ولا زال التحقيق جاريا حول ملابسات وأسباب وفاة الجندي المتقاعد بهذه الطريقة. وقالت مصادر من قلعة السراغنة إن الضحية ما فتئ يتردد على المحكمة، بعد شكاية تقدم بها ضد مشغله، مطالبا بحقوقه التي يضمنها له القانون، بعد سنوات من العمل داخل فندق بالإقليم، لكن طول مدة الانتظار، ويأسه، جعله يُقدِم على هذا العمل الخطير.