توفي عبد الرحيم بوكرين، الذي أضرم النار في جسده صباح أول أمس الخميس داخل المحكمة الابتدائية في إقليمقلعة السراغنة، بعد ساعات قليلة من نقله إلى مستشفى السلامة الإقليمي، في نفس اليوم، من أجل إسعافه من الحروق التي ألمّت به. ورغم الإسعافات، التي قُدّمت للجندي المتقاعد، فإن المجهودات، التي بذلها بعض الأطباء لجعل هامش بقائه على قيد الحياة قائما، فإن ذلك لم تنفع، في الوقت الذي وصلت حروق الضحية إلى درجتها الثالثة. وقد تلقى بعض أفراد عائلة الضحية نبأ وفاة عبد الرحيم بعد ساعات من نقله إلى المستشفى من أجل الوقوف على حالته الصحية، مما جعل خبر وفاة قريبه ينزل عليه كالصاعقة، وجعلهم ينخرطون في البكاء والعويل، رغم أن الضحية كان يقطن وحده في منزل في حي «السويكية» الشعبي، ويعتبر هذا الأمر أحد تجليات المشاكل الاجتماعية التي كان يتخبط فيها الضحية، الذي صب على جسده 5 لترات من البنزين، قرب أحد المستودعات التابعة للمحكمة، قبل أن يضرم النار في جسده بالكامل ويتوجه صوب قاعة الجلسات. ومن المنتظر أن يتم دفن جثة الهالك فور تسلمها من قبل الأسرة، بعد القيام بجميع الإجراءات القانونية للحصول عليها، خصوصا أن طبيعة وفاة الجندي المتقاعد غير عادية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية، عن مصادر أمنية، قولها «إن هذا الشخص، الذي يقطن بعيدا عن أسرته، يعاني من مشاكل شخصية واجتماعية تجعله، بين الفينة والأخرى، يقوم ببعض السلوكات «غير السوية»، والمسجلة لدى مصالح الشرطة». وقد فتحت النيابة العامة في المحكمة تحقيقا في الموضوع للكشف عن الدوافع الكامنة وراء الحادث، الذي خلّف ذعرا كبيرا وسط المحكمة، التي تعرف في مثل هذا الوقت توافد أعداد كبيرة من المتقاضين ورواد الجلسات العامة. وللإشارة، فإن بوكرين هو الشخص الثاني في أقل من يومين، يفارق الحياة بعد إضرام النار في جسمه، إذ دفنت عائلة زيدون قبل أيام ابنها، الذي كان قد صب البنزين على جسمه، وعندما همّ بإنقاذ صديق له، التهمته النيران.