كشف مصدر رفيع المستوى عن معطيات جديدة ترتبط باللقاء، الذي جمع وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، منتصف الأسبوع الجاري. وقال المصدر نفسه خلال مقابلة خص بها، أول أمس، صحافيي ومدراء بعض الصحف، في هذا السياق، إن العثماني هو الذي طلب من بوتفليقة أن يكون اللقاء بينهما على انفراد لتفادي أي حرج أثناء نقاش النقط الخلافية بين البلدين، خاصة أن العثماني كان يحمل معه رسالة من الملك محمد السادس إلى بوتفليقة تهم الرؤية العامة لإعادة زرع الحياة في اتحاد المغرب العربي. وحسب المصدر نفسه فقد استحسن بوتفليقة الحديث مع العثماني في هذا اللقاء المغلق الذي استغرق ساعة ونصف، حتى إنه طلب من هذا الأخير أن يظلا وحدهما بعض الوقت بعد انتهاء اللقاء. وذكر مصدرنا كيف أن بوتفليقة نوه بالتجربة المغربية وبالإصلاحات الدستورية التي باشرها المغرب. وجرى اللقاء بين بوتفليقة والعثماني في أجواء غير مسبوقة، إذ أشار مصدرنا بهذا الخصوص إلى أن العثماني استقبل في الجزائر استقبال الضيوف الكبار، وجرت عادة الرئيس الجزائري ألا يقيم حفلات غداء أو عشاء إلا للرؤساء، لكن مع العثماني خرج بوتفليقة عن البرتوكول وخصه بحفل غداء، بل ذكر مصدرنا كيف تحول هذا الحفل إلى انطلاقة فعلية لبداية صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، وهكذا أعطى بوتفليقة تعليماته لوزرائه أمام العثماني بتنزيل مضامين الاتفاقيات في بعض القطاعات الوزارية التي حصل فيها الاتفاق على العمل المشترك بين المسؤولين المغاربة والجزائريين. أكثر من هذا، كشف المصدر نفسه أن الزيارة التي قام بها العثماني للجزائر جاءت بعد اللقاء القصير الذي جمع هذا الأخير بالرئيس بوتفليقة بتونس على هامش احتفال التونسيين بالذكرى الأولى للثورة. وحكى مصدرنا أن العثماني هو من طلب هذه الزيارة ووعده بوتفليقة خيرا دون أن يتم الاتفاق على تاريخ محدد للزيارة. وبعد عودته إلى المغرب، راسل العثماني المسؤولين الجزائريين بعد استشارة الملك محمد السادس ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، ولم يتأخر رد الجزائريين، إذ وافقوا على برمجة الزيارة بعد يومين من تاريخ توصلهم بالطلب المغربي.