أدت التساقطات التي عرفتها الناظور في الصباح الباكر من أول أمس الخميس والتي عزلت المدينة عن العالم الخارجي ليوم كامل، إلى غرق طفل يبلغ من العمر 13 سنة، بعدما جرفته سيول الفيضان. وقالت المصادر إن هذا التلميذ كان يتابع دراسته بمدرسة ابن سينا بازغنغان. وفي المنطقة ذاتها، التي أغرقتها التساقطات المطرية في فيضانات كبيرة خلفت خسائر إضافية في البنية التحتية وداهمت منازل الساكنة، غرقت طفلة بوادي بوسرذون. وببلدة «زايو» غرق شابان بدوار اولاد علال. وذكرت مصادر رسمية أن هذه الأمطار، التي بلغت 67 ميلمترا أودت بحياة خمسة أشخاص (أربعة أطفال وراشد). وأوردت المصادر أن هذه الحصيلة تعد أولية فقط في انتظار الكشف النهائي عن خسائر هذه التساقطات من قبل فعاليات المجتمع المدني بالمنطقة. وتتبع عامل الإقليم، ومعه مسؤولو الدرك والوقاية المدنية، الكارثة طيلة اليوم. وربطت المصادر بين «سلطة القرب» هذه وبين احتجاجات سابقة للساكنة بسبب تجاهل السلطات لمحنتها مع التساقطات، وتخوف هذه الأخيرة من أن يزيد تجاهل هذه المعاناة في تأجيج مسيرة احتجاجية يرتقب أن تنظمها فعاليات المجتمع المدني اليوم السبت بمركز الناظور. وكانت كل من منطقة ثاوراث ن بوستا وتاويمة وازغنغان وسلوان وحي السعادة المطار وبوعرك وعاريض وجلول وإلى غاية مدخل مركز مدينة الناظور عند نافورة الطريق الساحلي، قد تضررت من جراء هذه الفيضانات. وهي المرة الثالثة التي تتحدث فيها فعاليات جمعوية عن أضرار توصف بالمهمة في ظرف أسبوع نتيجة الأمطار وهشاشة البنيات التحتية. وحسب المصادر، فإن فيضانات يوم الخميس أدت إلى قطع الطريق الرئيسية بشكل نهائي، مما نتج عنه شلل شبه كلي لحركة المرور من وإلى الناظور. كما أن تلاميذ عدد من المؤسسات الإعدادية والثانوية وطلبة كلية سلوان لم يتمكنوا من متابعة دراستهم خلال هذا اليوم. واضطر فريق «اثري الريف» لكرة السلة الذي كان في طريقه إلى مدينة طنجة لمواجهة فريق «اتحاد طنجة» اليوم السبت إلى التوقف في طابور طويل لعربات النقل في انتظار «عودة» الأوضاع إلى نصابها. وفي السياق ذاته، حمل حزب العدالة والتنمية السلطات تردي الأوضاع بالناضور عقب هذه الفيضانات. وقال الكاتب الإقليمي للحزب، في ندوة عقدها مؤخرا بالمدينة، إن السلطات المحلية تتحمل المسؤولية عما شهدته المدينة من فيضانات «كشفت عن زيف الإصلاحات الأخيرة التي صرفت فيها الملايير، بالإضافة إلى الأزبال المنتشرة في مواقع مختلفة من المدينة». وفي الوقت الذي سارع فيه عامل الإقليم إلى اعتماد «مبادرات» لتطويق «الأزمة» عبر توجهه إلى المناطق المتأثرة بالفيضانات يوم الخميس ومتابعته لتدخل رجال الوقاية المدنية والدرك واستدعائه لوفد من حزب العدالة والتنمية «للتباحث» معه حول الموضوع، رفض باشا المدينة تسلم طلب للترخيص بتنظيم ندوة صحافية لجريدة محلية تعرف ب«أنوال اليوم»، واشترط هذا المسؤول على هذه الجريدة إرفاق الملف بوثيقة تحمل توقيع المحاضرين في الندوة، يلتزمون بموجبها بأنهم سيحضرون لإلقاء عروضهم. وقالت صحافية بهذه الجريدة إن الندوة كان من المنتظر تنظيمها حول موضوع: «المشاريع الملكية بالإقليم: بين الأهمية وواقع الغش والتبذير»، وكان من المقترح أن ينشطها كل من محمد أزواغ، عضو بالمجلس البلدي بالناظور، وعبد السلام حشي، محام بالمدينة نفسها، وذلك اليوم السبت مساء، وهو ذاته اليوم الذي يتزامن مع مسيرة احتجاجية لجمعيات من المنطقة في سياق الموضوع نفسه. واتهم باشا الناظور بتحطيم الرقم القياسي في منع أنشطة الجمعيات، كان ضمنها مؤخرا تراجعه عن ترخيص سبق له أن منحه ليونس شرفاوي، رئيس جمعية الشباب المتوسطي، بتنظيم أمسية دينية خاصة بالأطفال. وقبل ساعات من بدء الأمسية، وصل قرار المنع الشفوي للنشاط وتم استنفار القوات المساعدة للتدخل. وجاء المنع، طبقا لبيان أصدرته الجمعية، بمبرر أن المركب الثقافي الذي سيحتضن هذه الأمسية «سيعرف تفجيرا إرهابيا».