سٌجّلت أولى الخسائر والأضرار التي حذّرت منها مديرية الأرصاد الجوية، في اليومين الماضيين، حيث سُجّلت حالة وفاة واحدة وانهيار إحدى أهم القناطر الرابطة بين جهتي مراكشوأكادير، بالإضافة إلى ارتفاع منسوب الأنهار التي أغرقت مياهها مناطق واسعة، خاصة في جهة الغرب وضواحي الصويرة وسوس. فيما أكدت نشرات لمديرية الأرصاد والجوية تحذيراتها من رياح قوية قالت إنها ستعرف ذروتها اليوم الخميس، والتي ستكون مصحوبة بتساقطات مطرية هامة وتشمل الواجهة الأطلسية للمغرب من طنجة إلى سوس جنوبا. وأوضح محمد بلعوشي، المكلّف بالاتصال في مديرية الأرصاد الجوية، أن تساقطات مطرية "هامّة" ستعرفها مناطق كثيرة من المملكة خلال ليلة الأربعاء وطيلة يوم الخميس، مضيفا أن هذه التساقطات ناجمة عن "دخول اضطراب جوي سيكون مسبوقا برياح جد قوية ستهب خاصة من الجنوب الغربي، ابتداء من سواحل المحيط الأطلسي لتمتد إلى داخل البلاد". وأضاف بلعوشي أن المناطق التي ستهمّها هذه الاضطرابات هي كل من منطقة الشياظمة والأطلس الكبير ومنطقة طنجة واللوكوس، إضافة إلى سواحل المحيط الأطلسي الموجودة شمال آسفي والحوز والسفوح الجنوبية الشرقية. كما تهمّ تساقطات ثلجية مهمة جل المناطق الجبلية التي يفوق ارتفاعها 1900 متر عن سطح البحر. فيما توقّعت مديرية الأرصاد الجوية أن تخفّ حدّة التساقطات المطرية وسرعة الرياح، ابتداء من يوم غد الجمعة. فقد جرفت السيول الطوفانية طفلا في السابعة من العمر، بالجماعة القروية إمغراد التابعة لدائرة تمنارت الواقعة على بعد 70 كلم من مدينة الصويرة. ونقلت مصادر محلّية عن أسرة الطفل المفقود أنه كان برفقة والده، وحاول استعادة حذائه الذي جرفته مياه وادي الرايدي، ليجرفه التيار القوي ويفقد والده أثره نظرا لسرعة جريان المياه. وأوضحت وكالة المغرب العربي للأنباء، نقلا عن السلطات المحليّة، أن الطفل ينحدر من الجماعة القروية بوزمور، فيما لم يتمّ بعد العثور على جثة الطفل المفقود. وبعد أيام قليلة من إشراف كاتبة الدولة المكلّفة بالتعليم المدرسي، لطيفة العابدة، على إطلاق عملية استئناف الدراسة بعدد من قرى ومداشر جهة الغرب، عادت مياه نهر سبو لتغمر عددا كبيرا من تلك القرى، خاصة منها تلك الواقعة في الجماعة القروية الحوافات. فيما تعرّضت حركة النقل السككي مجدّدا للتوقف بين سيدي قاسم ومدينة طنجة، بسبب المياه التي غمرت مقاطع طويلة من الخطّ السككي. إضافة إلى توقف الحركة في عدد من المحاور الطرقية، "بسبب مياه الأنهار والسدود في أقاليم الصويرة وتارودانت وسيدي قاسم والعرائش وشيشاوة وفاس وبني ملال والخميسات"، حسب بلاغ لوزارة التجهيز والنقل. وجنوبا، أدت الأمطار الغزيرة ليوم الثلاثاء الماضي إلى انهيار قنطرة تمرّ فوق نهر تاكنزا ضمن الطريق الرابطة بين أكاديرومراكش، مما أدى إلى توقّف حركة السير وتحويل مناطق شاسعة إلى مناطق معزولة. بينما أوضحت مصادر محليّة من أقصى شمال المملكة أن المياه عادت لتغمر المنطقة الصناعية لمدينة طنجة، دون أن يتأكد إيقاعها لخسائر مادية في المنشآت الصناعية. كما تضرّرت مدن مثل الرباط والدار البيضاء وسلا من فيضان المياه في جل الطرق والمحاور الرئيسية للسير، مما أدى إلى توقّف وازدحام حركة المرور في عدد من المناطق. من جانبها، أشارت مصلحة المياه بالقنيطرة، التابعة لكتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة، إلى أنه يجري حاليا تنظيف قنوات تصريف مياه الأمطار نحو الأنهار بمنطقة الغرب. وأشار المصدر ذاته إلى رصد ميزانية تقدر قيمتها ب230 مليون درهم لإنجاز هذه الأشغال، التي تندرج في إطار سلسلة من الإجراءات التي تم اتخاذها لمكافحة الفيضانات بمنطقة الغرب. ومن ضمن هذه الإجراءات بناء سدين إضافيين خلال السنة الجارية، ويتعلق الأمر بسد مدز على واد سبو تبلغ طاقته الاستيعابية 600 مليون متر مكعب، وسد ولجة السلطان على واد باهت، تقدر طاقته الاستيعابية ب200 مليون متر مكعب. وتقع منطقة الغرب في مستنقع، مما يجعلها مهددة بالفيضانات خلال فصل الشتاء خاصة عند تساقط كميات كبيرة من الأمطار. وكان والي جهة الغرب شراردة- بني- حسن عامل إقليمالقنيطرة، عبد اللطيف بن شريفة، قد دعا مؤخرا المصالح المعنية والمنتخبين المحليين إلى الانخراط في التفكير بشكل معمق لإيجاد حل جذري لمشكل الفيضانات التي تعرفها المنطقة. وأفادت مصادر من عين المكان بأن الطريقة مقطوعة بين سيدي قاسم ومشرع بلقصيري، كما أن خط السكة الحديدية مقطوع بين سيدي قاسم وطنجة، وللمرة الثانية خلال هذا العام أغرقت السيول حوالي 20 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية بالغرب، علما بأن السكان شرعوا في زراعة بعض النباتات المستعملة كأعلاف للماشية بعد الفيضان الأول، لكنها جرفت هي أيضا. وحسب المصادر ذاتها، فإن عددا من سكان دوار البغيلية وحصاين وتعاونية أولا بلخير والمطارقة غادروا بيوتهم التي غمرتها المياه، ولجؤوا إلى غابة المعمورة