استقل المنتخب التونسي طائرة خاصة من جناح الحج بمطار قرطاج الدولي أمس الخميس باتجاه العاصمة الغابونية ليبروفيل بوفد ضم 44 فردا بطموح تأكيد التتويج بالكأس الافريقية المحلية وتعويض الإخفاق في آخر نسخة حين اكتفى بالخروج من الدور الأول. واستفادت تونس من تواجدها في مجموعة خماسية الأطراف لتصعد بهدية كارل ماكس داني الجديدي وقلب هجوم افريقيا الوسطى كثاني المجموعة لكن سرعان ما لبس التونسيون ثوب المرشح في ظل غياب العمالقة مصر والكاميرون ونيجيريا. والتأم المنتخب التونسي في معسكر مغلق بضاحية الحمامات الجنوبية حيث جاءت نكبة تراجع النشاط السياحي في توفير أفضل إطار للاستعداد وبتركيز شديد تجلى في منع التصريحات الصحفية بالفندق واقتصارها على الملعب، كما قام الدولي السابق ووزير الشباب والرياضة الحالي طارق ذياب بزيارة ود وطالب اللاعبين ببذل أقصى ما لديهم لتحقيق انتظارات الجماهير التونسية وهو ما يمر عبر تحقيق النتائج الإيجابية. ويواصل المنتخب التونسي بداية من أمس الخميس استعداداته بليبروفيل تحسبا للاصطدام المغاربي الذي سيجمعه يوم الاثنين المقبل بالمنتخب الوطني في قمة مباريات المجموعة الثالثة التي تضم أيضا البلد المنظم الغابون والمفاجأة منتخب النيجر. وضم وفد منتخب تونس اللاعب عصام جمعة الذي تأكد غيابه عن مباراة الافتتاح أمام المغرب وكذا عن باقي لقاءات الدور الأول بحسب تقارير إعلامية التي أكدت أن إصابة هذا اللاعب كانت وراء عدم سفر الطبيب الرئيسي للمنتخب فيصل الخشناوي بسبب خلاف مع المدرب سامي الطرابلسي على خلفية التشخيص حيث ثم الاستنجاد بطبيب النادي الإفريقي محسن الطرابلسي. وتجري تداريب منتخب الغابون تحت ضغط انتظارات كبيرة وحضور باهت في آخر مباراتين وديتين على التوالي أمام بوركينافاسو والسودان واللتين عرفتا نتيجة التعادل السلبي مما جعل عدة أسئلة تتناسل حول طبيعة العقد الذي يربط المدب جيرنو غوغ والجامعة الغابونية وهدف بلوغ ربع النهائي على الأقل، لكن تصريحات اللاعبين تسير في اتجاه تشريف هذا الالتزام بعد أن تم طي الخلاف بين العميد المخضرم دانييل كوزان الذي سيحتفل بعيد ميلاده ال35 إبان التظاهرة والعائد من تجربة طويلة بالدوري الفرنسي رفقة لومان ولانس ومولونغي حول شارة العمادة. الغابون تعمل على رفع درجة فعالية الخط الأمامي بعد أن عجز ت عن هز الشباك طيلة 180 دقيقة عكس خصمهم في المباراة الأولى منتخب النيجر الذي تمكن في مباراة الكاميرون المحلي من الفوز 3-1 ليؤكد جاهزيته بعد أن كان وراء خروج حامل اللقب منتخب مصر وكذلك جنوب إفريقيا. وعبر هارونا دولا الذي حصل على تنويه الكاف باعتباره أفضل مدرب بالقارة السمراء عام 2011 عن تفاؤله بحظوظ منتخب النيجر الوافد الجديد وغير المنتظر في هذه النهائيات. وقال هارونا بهذا الخصوص:»نحن لم نشارك بالصدفة، لقد تأهلنا على حساب مصر وجنوب إفريقيا، مما يوضح أن لدينا مستوى تقنيا مقبولا وفي ظل وجود منتخبات مثل تونس والمغرب وحتى الغابون التي لها مشاركات سابقة تبقى النيجر هي المفاجأة». واعترف هارونا بصعوبة المباراة الافتتاحية أمام الغابون وقال:»نعرف جيدا هذا المنتخب ونجمع عنه عدة معطيات كما أننا واجهناه وديا، وهو منتخب صعب المراس يتوفر على لاعبين جيدين يلعبون في بطولات أوروبية وخاصة بفرنسا، كما أنهم سيلعبون أمام جمهورهم بينما علينا أن نحول هذا الضغط لفائدتنا والعمل على تجاوز أنفسنا لتطوير أدائنا تدريجيا طيلة هذه المنافسات لأننا سنواجه فرقا كبيرة ولما لا تجاوزها دون النقص من إمكاناتنا». وتلتقي النيجر بالمنتخب الوطني في الجولة الثالثة والأخيرة عن الدور الأول بالمجموعة الثالثة يوم 31 يناير.