حال سفر فؤاد عالي الهمة، مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة، خارج أرض الوطن دون حضوره اجتماع المكتب السياسي للحركة الشعبية، الذي عقد مساء أمس الخميس، والذي كان من المنتظر أن يعلن فيه الحزبان تحالفهما الانتخابي. واستنادا إلى بعض المصادر، فإن فؤاد عالي الهمة طلب تأجيل الاجتماع يومين آخرين، وهو ما يرجح فرضية انعقاده خلال بداية الأسبوع المقبل. إلى ذلك، أفادت مصادر مطلعة بأن اجتماع المكتب السياسي للحركة، وضع عدة مواضيع للمناقشة، ضمنها أساسا مستقبل تحالف الحركة مع حزب الأصالة والمعاصرة، إلى جانب نقطة أخرى داخلية، تتعلق بالميزانية التي سيرصدها الحزب لمجلس الرئاسة الذي تم إنشاؤه مؤخرا لفائدة رئيس الحركة المحجوبي أحرضان، الذي تنحى عن رئاسة الحزب مقابل مجلس للرئاسة يتولى مراقبة الحزب ومناقشة القضايا الكبرى، بعيدا عن التسيير اليومي. ورجحت مصادر من داخل الحركة أن يثير موضوع الميزانية جدلا واسعا في صفوف الحزب، خاصة وأن بعض أعضاء الحركة عارضوا ابتعاد أحرضان عن الرئاسة. على صعيد آخر، انتخب فريق الحركة، إدريس السنتيسي، رئيسا لفريق الحزب في البرلمان. وقد فاز السنتيسي، الذي سبق أن كان رئيسا للفريق، ب15 صوتا، مقابل 12 حصدتها النائبة فاطنة الكحيل. واستنادا إلى بعض المصادر، فإن الكلمة التي ألقاها السنتيسي بعد إعلانه رئيسا للفريق أثارت عدة ردود أفعال، حيث بادر هذا الأخير إلى شكر «كل من صوت لصالحه، متجاهلا النواب الآخرين، الذين صوتوا لمنافسته»، وهو ما أثار لغطا كبيرا في صفوف أعضاء الفريق. وأكدت مصادر «المساء» أن «هذا التصرف قسم الفريق إلى قسمين»، مشيرة إلى أن مثل هذه «السلوكات تهدد الفريق بعدم الانسجام، خاصة وأن الكثيرين هددوا بمقاطعة اجتماعات الفريق بعد تصريح السنتيسي». وخلال الاجتماع ذاته، زكى أعضاء الفريق بالإجماع ترشيح محمد مبديع لرئاسة لجنة الداخلية، التي قضى بها 11 عاما. وفي سياق ذي صلة، استمرت لطيفة بناني سميرس، رئيسة لفريق الوحدة والتعادلية، حيث إن حزب الاستقلال يحتكم في تعيين رئيس الفريق إلى عرف عضويته باللجنة التنفيذية. وخلال اجتماع هذه الأخيرة مساء أول أمس، زكى جميع أعضاء اللجنة بناني سميرس رئيسة للفريق للمرة الثانية على التوالي. من جهته، احتفظ أحمد الزايدي برئاسة فريق الاتحاد الاشتراكي، كما واصل مصطفى الرميد رئاسة فريق العدالة والتنمية، متقدما على المرشحين نجيب بوليف وسعد الدين العثماني. ولم يحسم تحالف الأحرار والأصالة والمعاصرة بعد في تحديد رئيس الفريق، إذ تتنافس على الرئاسة ثلاثة أسماء هي: الحافظي العلوي، الرئيس السابق لفريق الأحرار، ونور الدين لزرق، الرئيس السابق للجنة القطاعات الاجتماعية، وكذا الوزير السابق رشيد الطالبي العلمي، وينتظر أن يحسم الفريق في موضوع الرئاسة صباح اليوم الجمعة. وفي ما يتعلق باللجان الدائمة، تركز السيناريوهات الأولية على استمرار رئاسة الاستقلال للجنة المالية، وكذا فؤاد عالي الهمة للجنة الخارجية، ومحمد مبديع للجنة الداخلية، والشيء نفسه بالنسبة إلى لجنة العدل التي ينتظر أن تبقى بيد العدالة والتنمية.