ما هي أهم الملفات التي تعتقدون أنها ذات أولوية في وزارة الثقافة؟ أنا شخصيا لا أعتبر الثقافة قطاعا حكوميا يتم التعامل معه فقط انطلاقا من الإمكانيات المتواضعة، ولكن أعتبره مجالا محوريا في الحياة، لأنه بدون عوامل ثقافية تكرس الهوية الوطنية وتعزز الانتماء إلى الوطن لا يمكن أن نبني أي سياسة تنموية ترتكز على تأهيل الفرد والرقي به. منذ الأيام الأولى وضعنا برنامجا طموحا يضم عددا من النقط الأساسية، أولها وضع سياسة لثقافة القرب تجعل المنشآت الثقافية والحياة الثقافية في متناول الجميع في الجماعات المحلية والقروية، لأن المغرب اليوم في حاجة إلى الخروج من الشعارات والدخول إلى سياسات ملموسة، وشعار «المغرب في مجتمع المعرفة» يجب أن يطبق، وهذا سيتأتى من خلال جعل المعرفة منتشرة في جميع مناطق المملكة. النقطة الثانية تتعلق بإعادة الاعتبار للفنانين والمبدعين، لأن مجتمعا لا يضع الفنانين والكتاب في مستوى مرموق واعتباري هو مجتمع لا يمكن الاطمئنان عليه، خصوصا أن فنانينا ومبدعينا في حاجة إلى الاعتراف ودعم الدولة والمجتمع. وبطبيعة الحال فالاهتمام بأوضاعهم الاجتماعية ودعمهم أمر أساسي، وبالمقابل يجب أن يكون إنتاجهم الإبداعي في مستوى تطلعات المجتمع، لأن ذوق المواطنين تغير وهناك تطلع لمنتوج أفضل وهذا يجعلنا حريصين على أن يكون المنتوج المغربي، وبشكل خاص، الإنتاج التلفزي، في مستوى التطلعات، والرداءة لم تعد مقبولة اليوم، لأنها تعطي نظرة سيئة عن الثقافة المغربية. المستوى الثالث يهم التراث المغربي المادي واللامادي الذي نفخر به، بدءا بتظاهرة ثقافية في جماعة ما، إلى تظاهرة وطنية في مسرح محمد الخامس، وأيضا المعالم التاريخية العديدة، ونحن ملزمون ليس فقط بالحفاظ على هذا التراث بل أيضا أن نجعله تراثا حيا يستقطب الزوار ويخلق تفاعلا مع المجتمع، ومن واجبنا جعله محركا للسياسة الثقافية المغربية. وجدتم تركة «ثقيلة» خلفها من سبقوكم في وزارة الثقافة، كيف ستتعاملون معها؟ منذ تعييني في المنصب صرحت للجميع، من إداريين وفنانين وجميع من يتعاملون مع المجال الثقافي، بأن باب الوزارة سيكون مفتوحا دائما، كما الحال بالنسبة إلى باب الوزير، وأنا شخص منفتح ليست لدي أفكار مجردة، وأنا هنا للإنصات لأفكار الآخرين لآخذ منها الإيجابي بهدف بناء مقاربة تجمعنا لأن العمل الثقافي هو بالأساس عمل تشاركي تلزمه خلق دينامية وتفاعل مع كل من له اهتمام بالحقل الثقافي المغربي. أعود لحديثكم عن الإبداع الذي قلتم إنه من الضروري الارتقاء به، ألا تعتقدون أن الأمر سيكون صعبا بالنظر إلى الوضع الذي يعيشه الفنان المغربي اليوم؟ أنا أتفق معك في هذا الطرح، ومنذ أيامي الأولى فتحت ملف بطاقة الفنان والتعاضدية الوطنية للفنانين، وشروط الاستفادة منهما ومن يستفيد منهما، ومن المقرر أن ألتقي المسؤولين عن هذين الملفين، وهدفنا الأساسي اليوم هو صيانة حقوق الفنانين وظروف عملهم وتقاعدهم، والإطار القانوني لعملهم، ولا يمكن أن يستمر الفنان في العمل ب «الكاشي» وحين لا تسعفه صحته للاشتغال يجد نفسه دون تغطية صحية أو تقاعد.. ظروف اشتغال الفنانين من أولويات الحكومة الحالية وسنسعى إلى تعميم التغطية الصحية وجعل تقاعد الفنان في وضع مريح أمرا ممكنا لنضمن عيشهم عيشا كريما. وزير الثقافة