داهمت شاحنة محمّلة بمواد البناء مقر الجماعة القروية «تسينت» في إقليم طاطا، مساء يوم الجمعة الماضي، عندما فقد السائق التحكم في الشاحنة، مما أدى إلى اتجاهها نحو مقر الجماعة، حيث اخترقت الشاحنة جدار الجماعة، الأمر الذي نتج عنه انهيار البوابة الرئيسية للجماعة وقاعة الاجتماعات. كما أصيب أربعة أشخاص كانوا على متن الشاحنة بجروح متفاوتة الخطورة. وذكرت مصادر مطّلعة من عين المكان أن الحادث وقع، لحسن الحظ، في وقت كان موظفو الجماعة قد غادروا مقر الجماعة بوقت وجيز، حيث كان من المُتوقَّع أن يكون عدد الضحايا كبيرا لولا الألطاف الإلهية. ويعتبر هذا الحادث الثاني من نوعه، إذ سبق أن تعرض مقر الجماعة، بتاريخ 16 -09 -2005، لحادث مروعة بعد اصطدام شاحنة عسكرية بمكاتب الموظفين في حوالي الساعة الرابعة من مساء ذلك اليوم، الأمر الذي أدى إلى إصابات في صفوف الموظفين. وذكرت مصادر جمعوية من عين المكان أن الضحايا من الموظفين لم يتلقوا أي تعويض عن الأضرار التي لحقت بهم، رغم أنهم تعرضوا لحادث أثناء مزاولتهم مهامهم، كما أنهم قاموا برفع دعوى قضائية في الموضوع. وعزت مصادرنا تكرار الحادث إلى الموقع الذي توجد فيه الجماعة، التي تقع بمحاذاة منعطف خطير على الطريق الرئيسية الرابطة بين إقليم طاطا وورزازات. ورغم خطورة المنعطف الطرقي المذكور، فإنه لا يتوفر على أي علامة تشوير، كما سبق أن رُفِعت شكايات إلى الجهات المعنية من أجل تغيير مقر الجماعة حفاظا على أرواح الموظفين وعموم مستعملي هذه الطريق. ورغم الوعد الذي سبق أن قطعه العامل السابق للإقليم، فإن قرار تغيير مقر الجماعة لم تتخذ فيه أي خطوة عملية، حسب إفادات استقتها «المساء» من عين المكان. وقد خلّف الحادث استياء عميقا في صفوف من عاينوا أطوار الحادث، كما تجددت المخاوف لدى العاملين في مقر جماعة «تسينت» من تكرار مثل هذه الحوادث. وقد تم إنشاء هذه الجماعة القروية منذ سنة 1961 وكانت، في البداية، تابعة لإقليمأكادير إلى أن تم إلحاقها بإقليم طاطا، بعد إنشائه سنة 1977، وتبلغ مساحتها 2627 كيلومترا، وتقع في الجهة الجنوبية الشرقيةلإقليم طاطا، ويبلغ تعداد ساكنتها أزيد من 10000 نسمة.