قال الرئيس السوري بشار الأسد، يوم الثلاثاء، إن «مؤامرة أجنبية» مسؤولة عن الثورة في بلاده، ولكن هذه المؤامرة فشلت، على حد قوله. في خطاب ألقاه في جامعة دمشق، قال الأسد إنه يوافق على مساعي المصالحة للجامعة العربية، شريطة ألا تتضمن التدخل في الشؤون الداخلية لسورية. هذا هو الخطاب الأول للرئيس منذ قبوله خطة الجامعة لوقف قمع الاحتجاج. وعلى حد قول الأسد، فإن محافل من خارج الدولة هي المسؤولة عن سفك الدماء في الدولة. وقال الأسد إن «النصر قريب. إذا بقي السوريون مصممين على رأيهم». وشدد الرئيس على أنْ ليس في نيته الاعتزال، وأن نظامه معني بإجراء إصلاحات. ولكن الإصلاحات والقتلى -على حد قوله- لا تعني تلك المحافل الأجنبية، بل فقط إسقاط نظامه. الأسد يدعي أيضا أنه يحكم في سوريا بفضل إرادة الشعب، وسيتوقف عن الحكم فيها فقط إذا ما أراد الشعب ذلك. وقال الأسد إن نظامه يؤيد إقامة حكومة وحدة، ولكنه عاد وهاجم المعارضة: «نحن لا نريد معارضة منفى تحاول ابتزازنا بل حكومة تقدم حلولا إلى الشعب السوري». وعلى حد قوله: «نحن في مرحلة استمرار الإصلاح والحرب ضد الإرهاب. توجد محافل إقليمية ودولية هدفها زرع الفوضى في سوريا، ولكنها ستفشل». وعلى طول خطابه، واصل الأسد إطلاق الوعود من جهة، وتوزيع التهديدات من جهة أخرى. «لن يكون حل وسط مع محافل الإرهاب ومع أولئك الذين يحاولون إدخال أجندات أجنبية إلى سورية»، قال الأسد مهددا. وأطلق الأسد سلسلة من وعود الإصلاحات، وأولا وقبل كل شيء دستور جديد، على حد قوله، يوجد في مراحل الصياغة الأخيرة. «بعد إنهاء الدستور، سنتوجه إلى الاستفتاء الشعبي، وبعد ذلك إلى الانتخابات»، أضاف. عقد الدكتور برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، أحد منظمات المعارضة المركزية، يوم الثلاثاء، مؤتمرا صحافيا عقب فيه على خطاب الأسد. وعلى حد قوله، فقد اختار النظام في سورية مواصلة قتل الشعب السوري ومواصلة سياسة القمع. وأضاف غليون أن الأسد يتحدث عن إصلاحات عديمة المعنى وعن دستور جديد لا يساوي الورق الذي يكتب عليه. وفي سياق رد فعل المعارضة على الخطاب، توجه غليون إلى الجامعة العربية مطالبا بنقل ملف سوريا إلى مجلس الأمن في الأممالمتحدة. وتجدر الإشارة إلى أن الأسد هاجم في خطابه الجامعة العربية أيضا، وقال إن مكانة الجامعة اليوم تعكس الوضع المخجل الذي وصل إليه العالم العربي. الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولند، قالت معقبة على الخطاب إنه «مشوق أن نرى أن الأسد يتحدث عن مؤامرات أجنبية، أصبحت واسعة إلى درجة أنها تشتمل على الجامعة العربية، معظم المعارضة السورية وكل الأسرة الدولية. وهو يلقي المسؤولية على الجميع باستثنائه، ويفعل كل شيء باستثناء الإيفاء بتعهدات سورية». وعلى حد قولها، فإنه «يحاول صرف انتباه شعبه عن المشكلة الحقيقية، مما يؤكد فقط من جديد أن هذا هو الوقت لأن يعتزل». بالتوازي، شجبت الجامعة العربية بشدة الاعتداء على المراقبين الذي وقع يوم الثلاثاء في مدينة اللاذقية على الشاطئ. وجاء في بيان نشرته الجامعة أن «المس بمراقبي الجامعة يشكل انتهاكا فظا من جانب الحكومة السورية لتعهداتها». وحسب التقارير التي رفعتها الجامعة، فقد أصيب 11 مراقبا حين أطلق مسلحون النار عليهم. ومن الجهة الأخرى، فإن لجان تنسيق المعارضة السورية بلغت يوم الثلاثاء عن مقتل 38 مواطنا في يوم واحد، وإصابة 250 على الأقل. وأفاد مراقبو الجامعة بأنهم شهدوا بأنفسهم مقتل 10 مواطنين. وإلى ذلك، أوقفت أربع شاحنات كانت تشق طريقها من إيران إلى سورية على يد سلطات الجمارك التركية، للاشتباه في أنها كانت تنقل معدات عسكرية مخصصة لنظام الأسد. عن «هآرتس»