عضوان في بعثة المراقبين يلوحان بالانسحاب وكلينتون تصف خطاب الأسد بالمتشائم لوح عضوان جديدان في بعثة المراقبين العرب بالانسحاب من مهمة الجامعة العربية في سوريا بسبب «عدم فعاليتها»، مما يؤشر إلى مزيد من التصدع في عمل البعثة التي انسحب منها أمس مندوب جزائري. ونقلت وكالة رويترز عن مراقب فضل عدم الإفصاح عن اسمه أنه وزميلا آخر له يفكران بالانسحاب، وذلك بعد يوم من إبلاغ المندوب الجزائري السابق أنور مالك قناة الجزيرة بأن مهمة السلام العربية في سوريا تحولت إلى «مسرحية». ونقلت الوكالة عن الرجلين أنهما شعرا بالفزع مما شاهداه من استمرار العنف وأعمال القتل والتعذيب، وقالا إن إراقة الدماء لم تنحسر نتيجة لوجود بعثة الجامعة العربية، ووصف الرجلان معاناة السوريين بأنها «لا يمكن تخيلها». وكان انسحاب مالك ضربة للبعثة، التي انتقدتها بالفعل المعارضة السورية ووصفتها بأنها «كيان بلا أنياب يساعد الرئيس بشار الأسد في كسب الوقت». واعتبر مالك في حديث للجزيرة نت أن استمرار بعثة المراقبين لن يأتي بنتيجة، حتى بزيادة عددهم وتخصيص مراقب لكل مواطن سوري، حسب تعبيره، وبرر ذلك بكون البروتوكول «ميتا ولا علاقة له بالواقع»، ولأن تحريره جاء من جهة «لم تعرف شيئا عن الوضع الميداني». وتعثر عمل بعثة المراقبة بالفعل بسبب هجوم على المراقبين في مدينة اللاذقية الساحلية في غربي البلاد هذا الأسبوع ألحق إصابات طفيفة بأحد عشر مراقبا. ودفع ذلك الجامعة العربية لتأجيل إرسال مراقبين آخرين إلى سوريا للانضمام إلى نحو 165 موجودين هناك. ومن شأن استقالة عضو آخر من البعثة أن يقوض مصداقيتها. وسئل المراقب عما إذا كان يتفق مع وصف مالك للمهمة بأنها فاشلة، فقال «هذا صحيح، حتى إنني أحاول المغادرة يوم الجمعة، إنني ذاهب إلى القاهرة أو مكان آخر، لأن المهمة غير واضحة، لا تخدم المواطنين، لا تقدم أي شيء». وأضاف أن السلطات السورية «استغلت ضعف أداء الوفد ولم تستجب، لا توجد استجابة حقيقية على الأرض». وطلب المراقب الذي كان يتحدث عبر الهاتف من سوريا عدم نشر اسمه، لأنه غير مسموح له بالتحدث لوسائل الإعلام. وكانت مهمة بعثة المراقبة قد بدأت في 26 من ديسمبر الماضي، وهي تهدف للتحقق من امتثال سوريا لاتفاق لوقف حملة على الاحتجاجات المناهضة للأسد التي بدأت قبل عشرة أشهر وتقول الأممالمتحدة إن أكثر من 5000 شخص قتلوا فيها. وصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء بأنه تشاؤمي وسوداوي، معتبرة أن مهمة المراقبين العرب لن تستمر إلى ما لا نهاية. وانتقدت كلينتون حديث الأسد عن المؤامرات، في حين قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيح حمد بن جاسم آل ثاني إن النظام السوري مستمر في قتل شعبه. وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المسؤول القطري في واشنطن إن خطاب الرئيس السوري بدا تشاؤميا وسوداويا يقدم أعذارا وحججا ويتهم دولا أجنبية وحتى الجامعة العربية، كما تحدث عن مؤامرات خارجية. وأضافت أن «مهمة المراقبين العرب لن تستمر إلى ما لا نهاية، ونحن نتطلع للتعاون مع الجامعة العربية عندما تنتهي مهمة المراقبين». وقالت إن النظام السوري يدعي الإفراج عن مسجونين، في وقت لا يزال يحتجز فيه الآلاف. من جانبه قال رئيس الوزراء القطري إنه لا يرى أن مهمة المراقبين نجحت حتى الآن، لكنه عبر عن أمله في أن تنجح. وأضاف أنه من غير الممكن ترك الموقف كما هو حيث يقتل الشعب على يد حكومته. وعبر عن أمله في أن تحل القضية داخل البيت العربي، لكنه أكد أن الحكومة السورية لا تساعد على ذلك حيث إن القتل مستمر، مشددا على أن وقف عمليات القتل لم يتحقق حتى الآن. وفيما يتعلق بالملف الإيراني، اعتبرت كلينتون أن تهديدات طهران بإغلاق مضيق هرمز استفزازية وخطيرة. أما الشيخ حمد بن جاسم فرأى أن الحوار السياسي مع إيران مهم جدا لحل المشاكل العالقة، معبرا عن معارضة قطر لأي توتر عسكري في المنطقة. وأشار المسؤول القطري إلى أنه بحث مع كلينتون سبل تخفيف حدة التوتر في منطقة الخليج. وفي ردها على سؤال حول فتح مكتب لحركة طالبان بقطر، قالت كلينتون «نحن مستعدون لتقديم الدعم لعملية مصالحة أفغانية تشارك فيها كل الأطراف لذا عملنا على تشكيل عملية مفاوضات حقيقية مع طالبان ونحن ممتنون للجهود التي تبذلها قطر في هذا الاتجاه». في المقابل أشارت كلينتون إلى أنه «لم تتخذ خطوات لإطلاق معتقلين من طالبان من معتقل غوانتانامو». وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد قال الأربعاء في ظهور وصف بالمفاجئ في ساحة عامة بدمشق إن سوريا ستنتصر على ما يعدها مؤامرة تستهدفها، وكرر وعودا سابقة بالإصلاح، ووعيدا لمن نعتهم «الإرهابيين». وبعد يوم واحد من خطاب هاجم فيه الجامعة العربية لدورها في الأزمة الراهنة في سوريا، ظهر الأسد في ساحة الأمويين بدمشق وسط آلاف من مؤيديه برفقة زوجته أسماء وابنيهما. وخاطب الأسد -الذي كان محاطا بحراس- الحشد بقوله إنه لم يخطط سلفا لإلقاء خطاب في ساحة الأمويين. وقال في هذا السياق «عندما علمت بأنكم قررتم النزول إلى الشوارع في عدد من الساحات السورية شعرت برغبة عارمة أن أكون معكم في هذا الحدث وأردت أن نكون معا في ساحة الأمويين في قلب عاصمة الأمويين في قلب دمشق عاصمة المقاومة».