بعد تعالي الدعوات إلى حل حزب النهج الديمقراطي، وتوالي الخرجات الإعلامية لقادة هذا الأخير، المنادية بتقرير المصير في الصحراء. ينفي عبد الله الحريف، الأمين العام للحزب، اتهامات خصومه بالعمالة لجهات خارجية وتلقي الدعم المالي منها، معتبرا أنه لا يقول لا بمغربية الصحراء ولا بلا مغربيتها، وإنما بمواصلة التفاوض مع البوليساريو والقبول بنتائجه كيفما كانت. - ما تعليقك على الدعوة الأخيرة لعضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية إلى حل حزب النهج الديمقراطي بسبب مواقفه من ملف الصحراء؟ < أنا أعتبر أن الحزب مشروع وعمله مشروع، وادعاءات هذا الشخص كلها كاذبة. فمواقف حزب النهج الديمقراطي معروفة وعلى أساس تلك المواقف تم السماح له بالنشاط الطبيعي، وهو ليس عميلا لأحد. أما الدعوة إلى حل الحزب فهي نابعة من أشخاص متضايقين من عملنا، بغض النظر عن موقفه من موضوع الصحراء. لأنه حزب يناضل من أجل الديمقراطية الحقيقية وعدم الإفلات من العقاب على الجرائم السياسية والاجتماعية، والتصدي للمافيا المخزنية. وهذا الشخص أكد أنه من الذين يزعجهم نضالنا، لما يكشفه من لا وطنيتهم ونهبهم واستفادتهم من الوضع الحالي وخيرات الصحراء. وبالتالي يتحرك البعض للقيام بمثل هذه الدعوات الحمقاء. - ماذا تقرؤون في هذه الدعوة، وهل تعتبرون أنها تأتي في سياق القرارات الأخيرة لحل الأحزاب، أي حزب البديل الحضاري والحزب الأمازيغي؟ < إذا كان الأمر كذلك فسيكون استمرارا لسياسة التضييق، ونكوصا خطيرا بالنسبة إلى بلادنا وشعبنا والديمقراطية نفسها. وإذا كان هناك أي مستجد فإننا سنتعامل معه بالطريقة المناسبة. - ماذا عن الانتقادات الموجهة إليكم حول موقفكم من ملف الصحراء؟ < كل ذلك أكاذيب وتشويه وتأليب، فنحن لا نقول بالانفصال، بل نقول بتقرير المصير. ونحن مع الحلول السلمية والتفاوضية، ومع البحث عن حل في إطار تطور ديمقراطي في المغرب. لأنني لا أتصور حلا لهذا الملف دون إحقاق الديمقراطية وفي إطار المغرب الكبير... - ماذا تقصد بالمغرب الكبير؟ < أقصد بذلك إطارا للوحدة الحقيقية، لأن ما يسمى حاليا بالمغرب العربي هو أمر شكلي. وتحقيق الوحدة الحقيقية يمر عبر تكامل اقتصادي وتعاون، وصولا إلى شكل من أشكال الوحدة كالفيدرالية والكونفدرالية... - تتحدث عن الوحدة فيما أنتم ترتبطون بتنظيم انفصالي مثل البوليساريو، وقمتم بتلاوة رسالة زعيمه في مؤتمر حزبكم الأخير؟ < الرسالة لا تتحدث عن الانفصال، بل إنها تقول باستعداد الجبهة للقبول بأي شكل من أشكال تقرير المصير، أي الانفصال او الانضمام أو الحكم الذاتي. وكل من حضروا المؤتمر يشهدون بأن هذا هو مضمون الرسالة. نحن حزب النهج الديمقراطي حزب مغربي يدافع عن مصالح فقراء هذا البلد وليس بورجوازييه والمستفيدين من المافيا المخزنية؛ ولسنا بوليساريو. - ماذا عن الاتهام بالعمالة لجهات أجنبية وتلقي الدعم المالي منها؟ < نحن وطنيون ومناضلونا أدوا الثمن الغالي من سجون وتعذيب. لأنهم يحاولون تحقيق الحد الأدنى من الحقوق الاجتماعية وهم أكثر غيرة على هذه البلاد. فهذه ادعاءات كاذبة، وسوف نرى الطريقة المناسبة للتعامل معها بالشكل القانوني الملائم، لأن ذلك يسمى قذفا يتطلب ردا قانونيا، رغم معرفتنا بعدم استقلالية قضائنا، لكن ذلك لا يمنع الرد. - التطورات الحاصلة في موضوع الصحراء وعرض مقترح مغربي بمنح حكم ذاتي للمنطقة، ألا يغير كل هذا من مواقفكم؟ < نحن نقول باستمرار الحوار والتفاوض، لكن مواصلة التصعيد من هذا الجانب أو ذاك لا تساعد على التوصل إلى حل للموضوع. الحل الوحيد هو استمرار التفاوض المباشر بين البوليساريو والمغرب، كطرفين تعترف بهما منظمة الأممالمتحدة. - لكنكم تعلمون أن موضوع الصحراء ومغربيتها محط إجماع تقريبا؟ < نحن لا نقول لا بمغربية الصحراء ولا بلامغربيتها. هناك مسلسل للبحث عن حل، وهذا ما يجب تشجيعه والقبول بنتائجه، من أجل الخروج من العداوات المجانية، ودورنا في كل ذلك هو دور إيجابي. - ماذا عن علاقة البوليساريو بالجزائر وموقف هذه الأخيرة المناوئ للمغرب في المنطقة؟ < هناك في كل من المغرب والجزائر طغم عسكرية وأمنية ليس من مصلحتها حل المشكل وإحلال الديمقراطية، لأنها تستفيد ماديا من استمرار الخلافات، وتحمي مصالحها في ظل ذلك. - لكنك تعرف أنه بغض النظر عن هذه المواقف المبدئية والنظرية، هناك خلاف وصراع بين الدولتين حول النفوذ في المنطقة؟ < ليس هناك شيء اسمه دولتان، هناك فئات وطبقات تدافع عن مصالحها، ويكفي العودة إلى التاريخ وما كان يقال عن قدسية التراب الوطني... يجب أن نتساءل لماذا كان علال الفاسي يقول بمغرب يمتد من طنجة إلى نهر السينغال؟ لماذا قبل المغرب باستقلال موريتانيا إذن؟ هي مسألة مصالح فئوية وصراع حولها.