تتمة لموضوع الأسبوع الماضي، نُذكّركم بأن السعال الديكي عدوى تصيب الجهاز التنفسي، ورغم أنه يشبه نزلات البرد العادية، فإنه من الممكن أن تتطور الحالة وتصبح خطيرة، خاصة لدى الأطفال في المراحل المتقدمة. ومن الأعراض المميزة للسعال الديكي كحة حادة جافة ومتقطعة، يتبعها أخذ نفَس صوته عال وكأنه شهقة. تزايد احتمالات الإصابة بالسعال الديكي لدى بعض الأشخاص اعتقاد أن السعال الديكي تم القضاء عليه كليا مثل الشلل (مرض يصاب به الطفل في مرحلة الطفولة، تم القضاء عليه بفعل حملات التطعيم الوقائية) إلا أن السعال الديكي لم يتم القضاء عليه، وفي حقيقة الأمر، فإن هذا المرض يختلف عن الشلل، بل إن القابلية للإصابة بالسعال الديكي في تزايد وليس في نقصان، لسببين: -الأول: أن مفعول التطعيم الوقائي الذي يأخذه الإنسان خلال الطفولة يتلاشى، تاركا غالبية المراهقين والكبار عرضة للإصابة بالعدوى أثناء تفشي السعال الديكي (حيث توجد أوقات للتفشي منتظمة الحدوث). -الثاني: أن الأطفال لا يكونون محصنين ضد السعال الديكي كليا إلا بعد أخذ ثلاث جرعات على الأقل من التطعيم، وبذلك يكون الطفل في سن ستة أشهر فما تحت معرضا لمخاطر الإصابة بالعدوى. متى يتم اللجوء إلى المشورة الطبية يتم الاتصال الفوري بالطبيب إذا أصيب الشخص بنوبات سعال حادة ومطولة، خاصة إذا تعرض معها الشخص لاحمرار الوجه أو لزرقة فيه أو يتبعها تقيؤ، أو في حالة حدوث السعال مع شهقة في نهاية النوبة. التشخيص والاختبارات يكون تشخيص السعال الديكي في المراحل المبكرة صعبا، لأن العلامات والأعراض تشبه أمراض الجهاز التنفسي الشائعة، مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا أو التهاب الشعب الهوائية. وأحيانا، يشخص الطبيب السعال الديكي بسؤال المريض عن الأعراض والاستماع إلى صوت الكحة. ومن الاختبارات التي يتم اللجوء إليها لتشخيص المرض نذكر: -مزرعة للأنف والحلق: يقوم الطبيب بأخذ مسحة من الأنف والحلق، ليتم إرسالها إلى المختبر واختبارها بخصوص بكتيريا السعال الديكي. -اختبارات الدم: يتم سحب عيّنة دم وإرسالها إلى المختبر لاختبار مدى تزايد كرات الدم البيضاء، لأن كرات الدم البيضاء هي التي تقوم بمساعدة الجسم في محاربة العدوى، فإذا زاد عدد كرات الدم البيضاء عن المعدل العادي، فهذا يعني وجود عدوى أو التهاب الجسم (وهذا اختبار عام وليس مقصورا على السعال الديكي). -صورة لصدر المريض بأشعة إكس: قد يطلب الطبيب من الشخص إجراء صورة بأشعة «إكس» على الصدر، لاكتشاف وجود سوائل في الرئة، والتي تشير إلى إصابة الشخص بالالتهاب الرئوي (إحدى مضاعفات السعال الديكي أو غيرها من عدوى الجهاز التنفسي). وإذا تم تشخيص السعال الديكي في الأشعة، فسينصح الطبيب المريض بعدم الاتصال بأي أشخاص آخرين حتى تمام التماثل للشفاء، لأن الحالة معدية. لا يتم الرجوع إلى العمل حتى يقر الطبيب بذلك. ولنفس السبب، لا يتم إرسال الطفل إلى المدرسة، حتى ينتهي من العلاج بالمضاد الحيوي. وفي حالة اكتشاف أكثر من حالة، لا بد من إخبار الجهات الصحية المختصة، تجنبا لحدوث أي أوبئة. مضاعفات السعال الديكي يتماثل المراهقون والكبار تماما للشفاء من السعال الديكي بدون أي مضاعفات، وإذا حدثت المضاعفات، ستكون على النحو التالي، متضمنة على السعال الذي قد يؤدي إلى: -عدوى الأذن، -التهاب رئوي، -تنفس بطيء ومتقطع، -جفاف، -تشنجات، -تلف في أنسجة المخ. وبما أن الأطفال الرضع والصغار تزداد لديهم احتمالات الإصابة بالمضاعفات، فقد يكون الاحتياج إلى المتابعة وتقديم العلاج من خلال الإقامة في المستشفى.. أما بالنسبة إلى الأطفال دون سن ستة أشهر فتشكل المضاعفات خطرا يهدد حياتهم.