السعال الديكي عدوى تصيب الجهاز التنفسي، ورغم أنه يشبه نزلات البرد العادية، فإنه من الممكن أن تتطور الحالة وتصبح خطيرة، وخاصة لدى الأطفال في المراحل المتقدمة، ومن الأعراض المميزة للسعال الديكي كحة حادة جافة ومتقطعة، يتبعها أخذ نفَس صوته عال وكأنه شهقة. يتزايد احتمال الإصابة بالسعال الديكي عند الأطفال الصغار والمراهقين. ومع الرعاية المناسبة، فإن غالبية الحالات المصابة بالسعال الديكي من المراهقين والكبار يتماثلون للشفاء بدون أي مضاعفات، أما السعال الديكي عند الطفل فهو حالة طارئة، وخاصة عند الرضيع، الذي يبلغ من العمر أقل من ستة أشهر. أعراض السعال الديكي -الأعراض والعلامات المبكرة بمجرد ما يصاب الشخص بالبكتيريا التي تسبب السعال الديكي، فإنها تستغرق من 3 إلى 12 يوما حتى تظهر أعراض المرض. تكون الأعراض بسيطة في البداية وتشبه أعراض نزلات البرد، ومنها: -رشح من الأنف، -احتقان في الأنف، -عطس، -عين حمراء و بها دموع، -سخونة بسيطة، -سعال جاف، -فقدان الشهية، -عدم شعور الشخص بأنه في حالة طبيعية. الأعراض في مرحلة لاحقة بعد مرور أسبوع أو اثنين، تبدأ الأعراض في التفاقُم إلى الأسوأ، وتشتمل على: -نوبات من السعال الحادة، تكون مصحوبة ببلغم سميك، نوبات كحة (15 مرة متتالية) تنتهي بشهقة عالية الصوت عند التنفس الذي يعقب هذه النوبة، -عند الأطفال سعال حاد يؤدي حتى التقيؤ أو يسبب احمرارا في الوجه أو زرقة من مجهود السعال، -تعب و إرهاق يعقب نوبات السعال. سمات السعال الديكي عند الكبار، قد تتشابه أعراض السعال الديكي وعلاماته مع أعراض التهاب الشعب الهوائية، وهي العدوى التي تصيب الجهاز التنفسي مُسبِّبة سعالا يسبّب الضيق للشخص. أما الأطفال الرضع والصغار المصابون بالسعال الديكي فلا توجد شهقة للسعال على الإطلاق، ولا يكون صوته عاليا، كما يحدث مع الأطفال الكبار. لكن هناك بعض الأطفال الصابين بالسعال الديكي قد يحدث لهم «شرقة» ويتحول لون الجلد إلى الأزرق نتيجة الصراع لأجل النّفََس بعد النوبة الطويلة للكحة. ومن الممكن أن تنتج عن نوبات السعال الديكي الحادة بقع حمراء بسبب التمزق الذي يحدث في الأوعية الدموية عند سطح الجلد في الجزء العلوي من الجسم، وبالمثل تظهر مناطق صغيرة من النزيف في بياض العين، وقد تتعرض الضلوع لكدمة أو لكسور إذا كانت نوبات السعال عنيفة، والتي تزداد سوءا أثناء الليل. أسباب السعال الديكي بما أن السعال الديكي عدوى تصيب الجهاز التنفسي، فإنها تؤثر في الغالب على القصبة الهوائية وعلى الشّعَب الهوائية التي تتفرع منها. تنتقل بكتيريا السعال الديكي (وتسمى «Bordetella pertusis «) من خلال القطرات الصغيرة جدا للسعال أو العطس المتواجدة في الهواء المحيط بالشخص المصاب بالبكتيريا. فالسعال الديكي مرض مُعْدٍ حتى في بدايته، ويظل احتمال انتشار العدوى قائما حتى ينتهي المرض كليا. وبمجرد غزو البكتيريا ممرات الهواء عند الإنسان، تتضاعف أعداد هذه البكتيريا وتفرز سموما تؤثر على قدرة الجهاز التنفسي على أن يطرد أي ميكروبات أو جراثيم (يقوم بمسحها)، ثم يتراكم المخاط الغليظ داخل ممرات الهواء، مسببا سعال غير مُتحكَّم فيه. كما تسبب البكتيريا التهابات تعمل على تضييق ممرات الهواء وتعوق عملية التنفس، التي تتم عن طريق الرئة، وهذا الضيق يجعل الشخص وكأنه يلهث للحصول على الهواء من أجل التنفس..