فوجئنا في هذه الجريدة، قبل يومين، بخرجة إعلامية عنيفة غير مبررة للاستقلالي حميد شباط، عمدة العاصمة العلمية للمغرب كال لنا فيها كل أنواع السب والشتم فقط لأننا نشرنا خبرا قلنا فيه إن شباط يستعد لقلب الطاولة على أمينه العام في الحزب عباس الفاسي. شباط، الذي قال «إن «المساء» جريدة رقطاء وخبيثة وتزيف الحقائق»، نسي أنه أعطى أكثر من حوار وأكثر من تصريح لهذه الجريدة، التي يهاجمها اليوم بصورة فاقدة لكل أشكال اللياقة المطلوبة في «زعيم» سياسي. نحن نتفهم هذا العنف اللفظي الذي تدفق على لسان شباط في حقنا بعد الاعتراض على استوزار أسماء مقربة منه، وكم وددنا لو قال شباط حقيقة الأمور كما هي عوض الالتفاف عليها. هل ينكر شباط أن صحافي «المساء» اتصل به قبل نشر الخبر لاستفساره عن مدى صحة المعلومات الني تتحدث عن استعداده للحرب على عباس إذا لم يتم استوزار مقربين منه، وكان جواب شباط بالحرف: «أنا الآن أحلق ذقني، من فضلك أمهلني عشر دقائق وسأتصل بك لتنويرك في هذا الموضوع». لكن شباط عندما رأى أن الرد لن يكون في صالحه أقفل هاتفه ولاذ بالصمت، قبل أن يعود ببيان حاول فيه تضليل الرأي العام بعدما اتضح أن الرجل أصبح في وضع لا يحسد عليه بعدما اكتشف مناضلو الحزب بأنه تواطأ مع عباس الفاسي على استوزار مقربين منه، وهو الأمر الذي استسلم له الفاسي في سياق الترتيبات الجارية لتعبيد الطريق أمام نزار البركة، صهر عباس الفاسي، للوصول بأمان إلى رئاسة حزب الاستقلال خلال المؤتمر القادم. ولأن الأمر كذلك، فجميع الاستقلاليين اليوم يلقبون الوزراء الذين اقترحهم عباس في حكومة بنكيران ب«حكومة المؤتمر»، لكن شباط وحده من يقول العكس.