تستحق بعض التوابل والأعشاب أن تنتقل من المطبخ إلى رفوف صيدلية المنزل، لما لها من فوائد طبية وصحية، بعد أن أثبتت الأبحاث أن فيها مكونات طبيعية تدمر الميكروبات والفطريات وتقاوم التسمم كما تفيد في علاج الأمراض. القرصعنة عشبة برية شائكة قليلا تنمو في المرتفعات الجبلية وفي السهول والأمكنة الجافة في سورية ولبنان وفلسطين. ويقال ان اسمها جاء من اللغة السريانية، وفي بلاد الأندلس يعرفونها باسم شوكة ابراهيم. وعن القرصعنة يذكر عالم النبات الاغريقي ديسقوريدس انها تملك قوة مسخنة واذا شرب مغليها فإنه يدر الطمث ويهدئ المغص ووجع الكبد. أما العلاّمة ابن رشد فكتب عن القرصعنة: زعموا ان شرب ماء طبيخها أمان من أورام الجوف. وصفت القرصعنة في الطب القديم لمعالجة الربو والسعال وأمراض الكبد والمغص، واستعملت جذورها لعلاج أوجاع الظهر والمفاصل ونفث الدم (خروج الدم من الحنجرة والرئة) وكذلك لإثارة الرغبة الجنسية. وعلى صعيد التغذية تستعمل أوراق القرصعنة غير الشائكة التي يتم جمعها من البراري في بداية فصل الشتاء في صنع السلطة، فإما تفرم الأوراق الغضة الطرية فرماً ناعماً ويضاف إليها البصل المفروم والملح والزيت وحامض الليمون. تحتوي عشبة القرصعنة على زيت طيار ومركبات فلافونيدية وصابونية إلى جانب مواد عفصية وغيرها. ويستعمل مغلي العشبة في حالات اضطراب النوم والآلام القلبية والمفصلية والسعال والشهقة والتهاب القصبات. ويتم تحضير مغلي القرصعنة بإضافة 10 غرامات من العشبة إلى 200 غرام من الماء وغليه لمدة عشر دقائق يصفى بعدها ومن ثم تؤخذ منه ملعقة كبيرة 4 إلى 5 مرات يومياً. إن كل أجزاء القرصعنة مفيدة للصحة، وتدل التحريات إلى أنها غنية بمضادات الأكسدة، ويفضل استعمال أجزاء النبات من دون تسخين من أجل المحافظة على تلك المضادات المهمة جداً في الحرب التي يشنها الجسم ضد الجذور الكيماوية الحرة الضارة التي يتم إنتاجها في شكل طبيعي في الجسم.