تستحق بعض التوابل والأعشاب أن تنتقل من المطبخ إلى رفوف صيدلية المنزل، لما لها من فوائد طبية وصحية بعد أن أثبتت الأبحاث أن فيها مكونات طبيعية تدمر الميكروبات والفطريات، وتقاوم التسمم الغذائي كما تفيد في علاج الأمراض. الزوفا عشبة معمرة يبلغ ارتفاعها حوالي 50 سم كثيرة الفروع، عطرية الرائحة، أوراقها حرابية الشكل مجعدة متقابلة وغير مسننة. أزهارها صغيرة بيضاء إلى زهرية اللون. والزهرة لها شفتان مع أنبوب طويل. يعرف النبات علميا باسم Hyssopus Officinalis، والموطن الأصلي للنبات جنوبي أوروبا، وهو ينمو تلقائياً في البلدان المتوسطية وبخاصة في البلقان وتركيا ويفضل المواقع المشمسة الجافة. تحتوي الزوفا على تربينات بما في ذلك الماروبيين وثنائي التربين وزيت طيار يتكون بشكل رئيسي من الكافور والبينو كامقون وبيتا باينين. كما تحتوي على فلافونيدات وهيسوبين وحمض العفص وراتنج. يقول الطب الحديث إن لعشبة الزوفا تأثيرا إيجابيا عندما تستخدم لعلاج التهاب القصبات والعدوى التنفسية، وبخاصة عندما يوجد فرط إنتاج للمخاط والزوفا تحض على إنتاج المزيد من المخاط السائل. يفضل إعطاء الزوفا بعد أن تبلغ العدوى ذروتها وعندها يحض المفعول القوي للعشبة على الشفاء العام. وحيث إن الزوفا مهدئة فتعتبر مفيدة ضد الربو عند الأطفال، والبالغين وخصوصاً عندما تتفاقم الحالة باحتقان المخاط. والزوفا تكون دواء فعالاً ضد عسر الهضم والأرياح وانتفاخ البطن والمغص. يؤخذ من الزوفا مقدار ملعقتين صغيرتين وتضاف إلى ملء كوب ماء مغلى ويغطى لمدة 10 دقائق ثم يصفى ويشرب مرتين في الصباح والمساء. ويستعمل مجروش نبات الزوفا غسولا ودشا مهبليا ومشروبا. والطريقة أن تفرم جميع أجزاء النبات بما في ذلك الجذور ثم تمزج مع كمية من الماء وتغلى، ثم تبرد وتصفى جيدا بحيث يكون ماؤها صافيا ثم يعمل منه دش مهبلي أو يجلس فيه لمدة 15 دقيقة. ويمكن عمل مغلي للشرب من الزوفا، حيث يؤخذ ملء ملعقة صغيرة ويوضع في ملء كوب ماء سبق غليه ثم يترك لمدة 15 دقيقة ثم يصفى ويشرب بمعدل كوب إلى كوبين في اليوم بعد الأكل.