عاش عباس الفاسي، رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، ليلة الجمعة الماضية، دقائق بعد توقيع أحزاب الأغلبية الحكومية على «ميثاق الأغلبية»، لحظات عصيبة أفسدت عليه فرحة التوقيع، بعد أن حاصره معطلون غاضبون من إقصائهم من الإدماج في الوظيفة العمومية. وفوجئ الفاسي، وهو يهم بمغادرة المقر المركزي لحزب العدالة والتنمية برفقة خلفه عبد الإله بنكيران، بنحو 20 معطلا، يمثلون الأطر العليا المدمجة في قطاعات الدفاع الوطني والسكك الحديدية، حيث حاصروه وهم يرددون شعارات: «فلوس الشعب فين مشات.. الاستقلال والشبيبة»، «يا عباس يا فاسي، المعطل تيقاسي»، و«يا عباس يا فاسي خليني نقتل راسي». وبدا رئيس الحكومة الجديد مندهشا من وقع المفاجأة غير السارة التي أحرجته أمام ضيوفه، مكتفيا بطلب استدعاء الشرطة بعد أن نصحه نبيل بنعبد الله، بعدم الدخول معهم في حوار مخافة أن تتطور الأمور إلى الأسوأ، فيما اكتفى قياديون في الأغلبية بالتعليق على ما حدث بالقول: «ضريبة الديمقراطية صعبة في المغرب». وتمكن منتمون إلى حزب العدالة والتنمية ورجال الحراسة الخاصة في البداية من فك حصار المعطلين عن عباس الفاسي، وإيصاله إلى سيارته، إلا أن الأمور ستتطور إلى الأسوأ بعد أن عمد عدد من المعطلين إلى الارتماء أمام السيارة في محاولة منهم لمنعه من المغادرة، كما حاول بنكيران إنقاذ عباس من المعطلين، لكن أنصار حزبه اعترضوا سبيله، وهو الأمر الذي اضطرت معه قوات الأمن، التي كانت تراقب الوضع عن بعد، إلى التدخل من أجل فك الحصار وفتح الطريق أمام سيارة الفاسي، مخلفة عددا من المصابين في صفوف المعطلين. إلى ذلك، أفلح بنكيران، خلال لقاء جمعه مع الأطر العليا المعطلة بعد حادث اعتراض سيارة الفاسي، في انتزاع اعتذار من ممثليهم عما صدر منهم في حق حليفه في الأغلبية الحكومية، مطالبا إياهم بالتحلي بالصبر، في أفق تنصيبه رسميا في البرلمان رئيسا للحكومة لمعالجة ملفهم. وبحسب مصادر من المعطلين، فقد هاتف المعطلون عباس الفاسي وقدموا له اعتذارا بعد اللقاء مع بنكيران.