في سابقة تعد الأولى من نوعها، حلت عناصر تابعة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء الأسبوع الماضي بمدينة مراكش للتحقيق مع مجموعة من الأشخاص الذين ساندوا عبد الله رفوش، المعروف ب«ولد العروسية» في حملته الانتخابية الأخيرة. واستنادا إلى بعض المصادر، فإن التحقيق، الذي باشرته الفرقة طوال الأسبوع الماضي، وإلى غاية ليلة عيد الفطر، مع أزيد من 50 شخصا، جاء بناء على مجموعة من الشكايات التي تقدم بها الحبيب بلكوش، مرشح حزب الأصالة والمعاصرة الذي نافس ولد العروسية في الانتخابات الجزئية الأخيرة. إلى ذلك، أكد الحبيب بلكوش، عن حزب الأصالة والمعاصرة، وضعه عدة شكايات ضد محمد رفوش. وأضاف في تصريح ل«المساء»، أن هذه الشكايات جاءت بعد تعرض عناصر حزب الأصالة والمعاصرة للعنف خلال الحملة الانتخابية، وأيضا بسبب استعمال المال خلال الحملة. وفي السياق ذاته، قالت خديجة الرويسي، عضو المكتب التنفيذي لحزب الأصالة والمعاصرة، إن الشكايات التي وضع بعضها لدى مصالح ولاية مراكش، وبعضها الآخر لدى وكيل الملك تتعلق باستعمال ولد العروسية للمال خلال الحملة الانتخابية وخلال يوم الاقتراع. وأضاف الرويسي، في اتصال مع «المساء»، أن مناصري عبد الله رفوش منعوا الناس من التوجه إلى المكاتب بالتهديد، مشيرة إلى أنه واصل حملته خلال يوم الاقتراع، حيث تم إيصال الناس بسيارات خاصة إلى مكاتب التصويت. وأردفت قائلة: «الهدف الأساسي الكامن وراء وضع الشكايات إلى جانب الضرب والتهديد هو استعمال المال». وتبعا لذلك، استمعت عناصر الفرقة الوطنية إلى غاية ليلة العيد إلى مجموعة من الأشخاص، بلغ عددهم، حسب بعض المصادر، 50 شخصا، ضمنهم الكاتب العام لمقاطعة النخيل وبعض الأعضاء، وكذا شرطيان، ورئيسة جمعية المستقبل للنساء وزوجة نائب عمدة مراكش، وصاحب وكالة لكراء السيارات... ومواطنون آخرون. وانصبت التحقيقات حول ما إن كان «ولد العروسية» منحهم أموالا مقابل التصويت عليه في الانتخابات الجزئية التي جرت أخيرا. من جهته، عبر عبد الله رفوش، عن «اندهاشه لحلول عناصر تابعة للفرقة الوطنية بالدار البيضاء للتحقيق مع المواطنين الذين صوتوا لصالحه». وقال في تصريح ل«المساء»: «إن هذا الأمر يعد سابقة في تاريخ المغرب». واعتبر ولد العروسية، الذي فاز خمس مرات متتالية في الانتخابات التشريعية، أن ما أقدمت عليه عناصر الفرقة الوطنية «يعد ترهيبا للمنتخبين والمواطنين على حد سواء»، مشيرا إلى أن «الأشخاص الذين صوتوا لصالحه فعلوا ذلك طواعية وبدون أي قيد أو شرط». ولم يخف ولد العروسية في حديثه ل«المساء» أن «ما حدث أثر كثيرا في نفوس المواطنين الذين صار حديثهم الواحد هو «أش بينا وبين هاد الانتخابات اللي غادا توصلنا للكوميسارية». وأردف قائلا: «الواقفون وراء الحادث «بغاو يهرسوني.. بغاو نمشي بحالي.. وإلى كانت السياسة بالضغوط راه فعلا غادي نمشي في حالي». وحول ما إن كان ما وقع يهدف إلى الإطاحة به، قال ولد العروسية: «الفاهم يفهم... لكن هذا الإرهاب لا يبشر بالخير، وإذا استمر الحال على ما هو عليه واستمرت كل هذه الضغوطات فسأنسحب بكل تأكيد». ولم يخف عبد الله رفوش تعرضه لما سماه ب«مجموعة من الضغوطات والمساومات خلال الحملة الانتخابية». وقال في هذا الإطار: «تعرضت للمساومة من قبل مجموعة من الشخصيات والأسماء المعروفة التي اقترحت علي التنازل، لكن ردي كان واضحا وحاسما، حيث قلت لهم إنه يستحيل أن أتنازل وإنني لا أقبل المساومة في عرضي الذي قضيت أناضل من أجله 38 سنة»، كما يقول.