هيمنت تصريحات صلاح الدين مزوار، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، التي أدلى بها في حوار أجرته معه «المساء» وهدد فيها بكشف «ملفات» عباس الفاسي، على أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لحزب الاستقلال المنعقدة يوم أمس الأحد في الرباط. ورد الفاسي بقوة على مزوار ووصفه ب«الجاهل في السياسة». ولم يقف عباس الفاسي عند هذا الحد، بل قال إن مزوار «استبق الأحداث وأعلن نفسه رئيسا للحكومة وصرف أموالا طائلة على الدعاية السياسية في مختلف وسائل الإعلام». ومن جهة أخرى، وافقت الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لحزب الاستقلال على المشاركة في حكومة بنكيران، بعدما فوض الفريق النيابي للحزب صلاحية التفاوض حول عدد الحقائب الوزارية إلى عباس الفاسي. وعرف اللقاء نقاشا مستفيضا حول الكيفية التي يمكن للحزب أن يشارك وفقها في الحكومة، وحول عدد الحقائب التي يحصرها الاستقلاليون في سبعة أو ثمانية حقائب. وكشف الفاسي، خلال كلمته الافتتاحية في اللقاء، عن اجتماعه ببنكيران مرتين، تناولا بالنقاش خلالهما المشهد السياسي في المغرب، وكذا الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي تجتازه البلاد، ثم الهيكلة المرتقبة، نافيا أي حديث عن الحقائب وعددها. وعبر الفاسي عن أسفه على عدم قدرة الكتلة الديمقراطية على اتخاذ موقف موحد من المشاركة في الحكومة من عدمها، وقال إن اختيار حزب الاتحاد الاشتراكي الاصطفاف في المعارضة بسبب حصيلة مشاركته في الحكومات السابقة غريب. ومن جهة أخرى، تنبأ الفاسي لحكومة بنكيران بالنجاح لأنها تتوفر على ملفات معدة سلفا وتنتظر التطبيق فقط، ومنها -على سبيل المثال- تعميم نظام المساعدة الطبية ومحاربة الفساد ودعم الحوار الاجتماعي والصندوق الاجتماعي للتضامن الاجتماعي الذي سيتم التنصيص عليه في مشروع قانون المالية الذي سيعدل. وذكرت بعض المصادر أن الأمين العام لحزب الاستقلال توصل ب150 طلبا للاستوزار من مختلف أعضاء الحزب، مشيرة إلى أنه حائر أمام هذا الكم من الطلبات بالنظر إلى العدد المحدود من المقاعد الوزارية. وتعتبر حرب الاستوزار من المشاكل التي تعترض حزب الاستقلال، خاصة وأن هناك من اختار أن يوجه طلباته مباشرة إلى رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران، الذي قال إنه يفضل أن يكون الوزراء أقل منه سنا.