مرض السكري السابق للحمل في جل الحالات، يكون السكري من النوع الأول (أي المستوجب للأنسولين) أما إذا كان من النوع الثاني المعالَج بالأقراص فيجب استعمال الأنسولين في أقرب الآجال، وإذا أمكن قبل بداية الحمل، لأن الأقراص قد تؤدي إلى تشوهات. ونذكر كذلك بأن هذا العلاج بالأنسولين يتم الاستغناء عنه فور الولادة في جل الحالات. ما هي النصائح المقدمة؟ تنصح السيدات المقبلات على الحمل باستشارة الطبيب من أجل: -1 التأكد من خلوها من مضاعفات التي تمكن أن تتفاقم مع الحمل، وتهُمّ الشبكة والعروق التاجية والكليتين، لأنه في بعض الحالات قد يمنع الحمل، وفي حالات أخرى، تعالج المضاعفات قبل بداية الحمل. -2 التأكد من نجاعة الحمية والعلاج عبر فصح «HBAC» وحث المرأة على الصرامة طيلة 9 أشهر المقبلة، لأن أدنى اختلال يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات قصوى عند الجنين. -3 تنصح كذلك باستعمال حمض الفوليك قبل الحمل، لمحاربة التشوهات العضوية. ما هي المضاعفات التي تهدد الأم؟ قد تهم المضاعفات الأم، خصوصا إذا كان الحمل غير مبرمج وغير متتبع بصفة منتظمة، وتهم شبكة العين، الكلية، القلب (الذبحة الصدرية) وكذلك ارتفاع الضغط الدموي، كما يمكن أن يساهم الحمل في عدم استقرار مرض السكر وظهور الغيبوبة. ما هي المضاعفات التي تهدد الجنين؟ يمكن أن يصاب الجنين بمضاعفات شتى نذكر منها: -زيادة الوزن الذي يؤدي إلى مشاكل في الولادة، التشوهات التي قد تصل نسبتها إلى 6 في المائة، وتهُمّ الجهاز القلبي، الهيكل العظمي والجهاز العصبي، وهذه التشوهات مسؤولة عن نصف الوفيات. -الإجهاض التلقائي: إذا كان المرض غير مستقر أو إذا كانت هناك تشوهات خطيرة. -موت الجنين خلال الحمل أو بعد الولادة. ما هي طرق مراقبة الحمل؟ تكون مراقبة الحمل نصف شهرية، بالتناوب بين طبيب أمراض النساء والتوليد وطبيب مرض السكري، وتعتمد، إضافة إلى المراقبة العادية للحمل، على استعمال كل الوسائل لضبط مستوى السكر (الأنسلين، الحمية والرياضة) حيث يكون الهدف المنشود هو 0.92 قبل الأكل و1.20 غرام بعد الأكل، كما ينبغي أن يكون «HBAC» أقل من 7 في المائة. ويجب كذلك مراقبة الضغط الدموي وظهور الزلال في البول والتأكد من نركيز كرياتينين شهريا. كما يجب فحص الإفرازات المهبلية في بداية الحمل للبحث عن «vaginose bactérienne». ويكون فحص العيون في الشهر الثالث والثامن، كما تتم متابعة الجنين عبر الفحص بالصدى وعبر الدوبلير في بعض الحالات. كما تضاف إلى كل هذا، ابتداء من الشهر الثامن، مراقبة حركات الجنين وضربات القلب مرتين ثم 3 مرات في الأسبوع، ثم كل يوم ابتداء من الأسبوع ال36 للتشخيص المبكر للمضاعفات التي قد تستدعي استخراج الجنين. تكون الولادة في حدود الأسبوع ال38 إلى ال39، بالولادة الاصطناعية إذا كانت الظروف مناسبة، وإلا يسمح بالانتظار إذا كان السكر مستقرا ومع غياب المضاعفات. كما تكون الولادة القيصرية إذا كانت هناك مضاعفات أو عندما تكون هناك زيادة في وزن الجنين. كما أنه بعد الولادة، يتم نقص نسبة الأنسولين إلى النصف، وينصح بالرضاعة الطبيعية.