تكيس المبايض من أكثر حالات اختلال الهرمونات شيوعا لدى السيدات، وهي حالة مرضية تتميز بمجموعة أعراض متلازمة، وتصيب حوالي 10إلى 15 % من النساء في العالم ما بين سن (20 و 40سنة). عبد اللطيف كسمي، أخصائي أمراض النساء والولادة، يحدثنا عن تكيس المبيض وأنواعه ومضاعفاته وطرق علاجه. - ماذا نقصد بتكيس المبيض؟ في البداية لابد من التذكير بأن الدورة الشهرية عند المرأة تنتج عن نمو جريب واحد وبداخله بويضة من البلوغ إلى سن اليأس. وعندما يصل قطر الجريب إلى 20 ملمترا تتم عملية الإباضة والتقاط البويضة لتخصيبها من طرف الحيوان المنوي. أحيانا يكون هناك خلل في نمو الجريب، مما ينتج عنه عدم الإباضة وهذا ما يسمى بتكيس المبيض، وهو نوعان: 1/مرض المبيض متعدد الأكياس الصغيرة. 2/مرض المبيض متعدد الأكياس الكبيرة. - هل يمكن أن تحدثونا عن النوع الأول؟ يعد أول مرض مسؤول عن عدم الإباضة (73 في المائة من حالات عدم الاباضة) وتم التعريف به سنة 1935 من طرف ستاين ولفنتال، وهو مرض منتشر عبر العالم بحيث نجده عند 20أو30 في المائة من النساء عند الفحص بالصدى، لكن الأعراض الأخرى لا تكون إلا عند 50 بالمائة منهن. - ما هي أسباب ظهوره؟ السبب المباشر غير معروف، ولكن المرجح عند الأطباء هو أن هناك أسبابا وراثية وبيئية هي المسؤولة عن اضطرابات إفرازات هرمونات الغدة النخامية أو عدم استجابة الجريبات لهذه الهرمونات. لكن يجب الإشارة كذلك إلى تواجد علامات مقاومة الأنسولين التي تكون مسؤولة عن المضاعفات الأخرى المصاحبة. - ما هي أهم أعراضه؟ في الحالات المعبرة المتكاملة تشتكي المرأة من اضطرابات في الدورة الدموية قد تصل إلى اختفائها مع حدوث بعض فترات الطمث الغزيرة والنزيف. وحين الفحص يلاحظ الطبيب إلى جانب السمنة تواجد الشعر الذكوري و حالات حب الشباب مع انتفاخ المبيضين غير المؤلم، كذلك عند الفحص بالصدى يتم تجسيد توقف نمو الجريبات، ويتم تشخيص الزيادة في الهرمون المنشط للخلايا الجسفرونية LH وفي هرمونات الذكورة. - ما هي مضاعفات تكيس المبيض؟ لن نعود لذكر العقم لأنه يمكن أن يدخل في هاته الأعراض و من أهم المضاعفات نذكر ارتفاع نسبة الدهون في الدم وظهور مرض السكري وكذلك إمكانية ظهور سرطان بطانة الرحم. - ما هي أهم العلاجات التي يمكن الاستفادة منها؟ هناك نوعان: علاج بالأدوية وعلاج بالجراحة. فبالأدوية يمكن أن تعالج الزيادة في هرمون الذكورة و أعراضها والسمنة وكذلك أمراض الدهون والسكري. كما يجب الإشارة إلى الوقاية و التشخيص وعلاج سرطان بطانة الرحم أو الحالات القبل سرطانية. أما من ناحية العقم فيتم اللجوء إلى منشطات الاباضة (الأقراص أو الحقن ) مع التأكيد على ضرورة المراقبة لتجنب المضاعفات. أما في حالة إخفاق هاته الوسائل فيتم اللجوء إلى الجراحة وذلك عن طريق استئصال قسط من المبيض أو إحداث ثقب في قشرة المبيض. - وماذا عن مرض المبيض ذي الأكياس الكبيرة؟ هو مرض يتجلى في تواجد أكياس المبيض أحادية أو متعددة تهم مبيضا واحدا أو اثنين وذلك مرات متكررة.
- ما هي أسبابه؟ وما هي أعراضه؟ تنتج الأكياس عن نمو غير عادي للجريب قد يصل إلى حجم 9سنتمترات ثم يضمحل و يكون هذا في موضعين اثنين: تواجد عارض بدون سبب. تواجد مشاكل في الشرايين المغذية للمبيض و ذلك بسبب جراحة، أمراض تعفنية أو أمراض أخرى. أما عن أعراضه فتشتكي المرأة من تغيرات الدورة الدموية و آلام في الحوض مع صعوبة أو عدم ظهور الإباضة، حين الفحص بالصدى تظهر زيادة في حجم المبيض مع أكياس كثيرة في أحجام مختلفة متغيرة من فحص إلى آخر. - وماذا عن طرق العلاج؟ وضع المبيض في راحة علاجية يعطي نتائج طيبة لكنها مؤقتة. في حالة استعمال منشطات الإباضة تكون الإستجابة غير عادية إما ضعيفة أو قوية. لا يجوز استعمال الجراحة إلا بعد مضي 3 أشهر و التأكد أن الكيس عضوي و ليس وظيفيا.