يقصد بتكيس المبيض عدم اكتمال عملية التبويض، أو عدم قدرة البويضة على إتمام النضج والنمو إلى المرحلة التي تكون فيها مهيأة وصالحة للتلقيح، اذ لا بد أن يصل حجم البويضة إلى حوالي 18 أو 20 ملليمترا، حتى تكون مهيأة للتلقيح، ويحدث هذا عادة في اليوم الرابع عشر من بداية الدورة الشهرية. لكن في حالة الإصابة بتكيس المبيض تعجز البويضة عن بلوغ الحجم المطلوب ويبقى حجمها أقل من 10 ملليمترات فقط، ويحدث هذا نتيجة اضطراب في الهرمونات المسؤولة عن نمو البويضات. للوقوف أكثر على مرض تكيس المبيضين التقينا الدكتور عبد المنعم لطفي أخصائي أمراض النساء والولادة بالبيضاء الذي ألقى الضوء على مجموعة من الأفكار المغلوطة عن هذا المرض: في البداية يؤكد الدكتور عبد المنعم لطفي أن مرض تكيس المبيضين يكون السبب الأول للخلل الوظيفي للمبيض عند المرأة في سن الإنجاب، ويسمى كذلك مرض «ستاين ليفانتال»، وهو يشكل أحد الأسباب الرئيسية للعقم، وذلك بسبب انعدام الإباضة، ويتم تشخيصه عن طريق التصوير بالأمواج الفوق الصوتية التي تظهر المبيضين في حجم كبير مع وجود عدد أكبر من البويضات غير المكتملة النمو، وتعطي شكلا يشبه السبحة، وهناك تغيرات هرمونية منها ارتفاع هرمون ال lh وارتفاع في الهرمونات الذكرية، وهذه التغييرات الهرمونية تفسر بعض الأعراض السريرية كالسمنة في أغلب الحالات، وكثافة الشعر وحب الشباب وتباعد الطمث حتى أنه قد تصل فترة التباعد إلى 6 أشهر أو أكثر. أهم الأسباب بالنسبة لأسباب تكيس المبيضين يؤكد الدكتور عبد المنعم أنها تبقى مجهولة باستثناء بعض التخمينات التي يحاول الأطباء إثبات وجودها بواسطة مورثات جينية، ولكن لحد الآن لا وجود لإثباتات علمية . أما فيما يخص علاقة تكيس المبيضين بالسن فقد أكد الدكتور لطفي أنه لا علاقة لهذا المرض بالسن، إذ يمكنه أن يصيب المرأة في سن الإنجاب، بحيث يبدأ من سن المراهقة حتى سن الخامس والأربعين، والفرق هو أن هناك بعض الحالات الحادة التي تظهر بشكل واضح وتكون الأعراض فيها بارزة أكثر من حالات أخرى، وقد يكون الغرض الوحيد فيها هو تباعد فترات الطمث. بالنسبة للأعراض يوضح الدكتور لطفي أنها تتمثل في حب الشباب وتكاثر الشعر، وبالنسبة للسمنة تنصح المريضة باتباع الحمية، وفي بعض الحالات النادرة يضطر الأطباء إلى استعمال دواء مضاد للأنسولين يسمى la netformine،لأن السمنة المفرطة تؤدي إلى نوع من تمنع الخلايا ضد الأنسولين وكثرة هذه الأخيرة في الجسم تؤدي إلى زيادة وتفاقم السمنة فتصبح المريضة تدور في حلقة مفرغة وهذا في بعض الحالات النادرة. فيما يتعلق بالإباضة والإخصاب هناك أدوية كثيرة لدرجة أن هذا المرض أصبح لا يشكل عائقا أمام الإنجاب، وكل ما يجب على المرأة القيام به هو فقط استشارة أخصائي. لكن في بعض الحالات بعض يضطر الأطباء لاجراء الجراحة وذلك بخلق فتيحات صغيرة على سطح المبيضين، وتسمى أيضا بالجراحة التنظيرية، ويتم اللجوء إليها في الحالات النادرة التي لا تستجيب للعلاج بواسطة الأدوية، وهي تعتبر حلا ناجعا لحالات تكيس المبيضين، بحيث ينجح الإخصاب وتنجب بعدها ما يقارب 78 في المائة من النساء.