التوكسوبلازما مرض طفيلي يصيب البالغين، لكن خطورته تتفاقم عندما يصيب المرأة الحامل لأنه قد يتسبب في موت الجنين، ومصدر هذا المرض القطط. عبد اللطيف كسمي، أخصائي أمراض النساء والولادة، يشرح أسباب وأعراض المرض وطرق الوقاية والعلاج. - ماهو مرض التوكسوبلازما؟ هو مرض طفيلي يتميز بنشاطه عند البالغين كاملي المناعة لكن عند المرأة الحامل الأمر يختلف، لأنه يشكلا خطرا كبيرا على جنينها، حيث يمكن أن يتسبب في موت الجنين أو حدوث مضاعفات مهمة تهم الجهاز العصبي والعينين. - ماهي أسبابه وكيف ينتقل المرض؟ الطفيلي المسؤول هو (توكسوبلازم كوند) وتلعب القطط وخصوصا منها الضالة دورا أساسيا، حيث بعد إصابتها تفرز ملايين الطفيليات التي تصيب الأراضي و الحقول وتعيش فيها شهورا وسنوات وهكذا تتم عدوى الإنسان عن طريق استهلاك الخضر والفواكه المصابة ولحوم البقر والأغنام، كما تتم عدوى الجنين عند إصابة المرأة في فترة الحمل. - ما هي أعراض المرض؟ 80 في المائة من الحالات لا توجد لديها أي أعراض ويتم تشخيص المرض فقط عن طريق تحليل الدم. ويشكل انتفاخ العقد اللمفاوية العلامة الوحيدة وتهم سلسلات العنق والرأس وفي بعض الحالات القليلة قد تكون هناك أعراض أخرى مصاحبة كارتفاع درجة الحرارة ،التعب والآلام العضلية. - كيف نعرف أننا مصابون بالتوكسوبلازما؟ نسبة تواجد هذا المرض عند البالغين تختلف حسب الفئة العمرية وحسب نمط العيش والعادات الغذائية، وقد تصل أحيانا إلى 60 بالمائة عند النساء البالغات سن الإنجاب. الطريقة الوحيدة للتأكد من الإصابة هي فحص الدم للبحث عن مضادات الأجسام ويتم الاستعانة بتركيز هذين المضادين وتغيراتهما للتأكد من قدم المرض أم لا. - ما هي أخطار التوكسوبلازما عند المرأة الحامل؟ تقدر نسبة الإصابة ب 1.5 بالمائة ومعدل إصابة الجنين تصل إلى 50 بالمائة في حالة عدم وجود العلاج مع وجود فوارق كبيرة بين بداية الحمل15 بالمائة والشهر التاسع 71بالمائة لكن الإصابة في الشهور الأخيرة تتميز بالخفة وقلة الأضرار. بالنسبة للمرأة الحامل لا تكون هناك أعراض إلا في 20 بالمائة من الحالات. من ناحية الجنين: - في النصف الأول من الحمل يمكن تسجيل وفاة الجنين, الإجهاض, وبعض التشوهات التي تهم الدماغ وأمراض العيون. - في النصف الثاني تكون الإصابة خفيفة أو غير ظاهرة. - كيف تتم مراقبة المشرأة الحامل للوقاية من هذا المرض؟ يتم التشخيص عن طريق فحوصات الدم قبل الحمل وفي بداية الحمل. ونذكر هنا أن «التحليلة» الايجابية تعني أن الجسم قد عانى من مرض التوكسوبلازموز، وإذا كانت سلبية تعني أن الجسم لم يسبق له أن أصيب بهذا المرض. هناك كذلك حالتان، فإما أن يكون المرض قبل الحمل وهذا لا يشكل أي خطر، وأما إذا كان المرض بعد الحمل فهناك احتمال مرض الجنين. للتأكد يعيد الطبيب الفحوصات بعد 3 أسابيع أو يقرر فحوصات أخرى تكميلية لضبط المسألة. أما إذا كانت «التحليلة» سلبية في بداية الحمل فيجب استعمال الوسائل الوقائية وتكرير الفحوصات مرة في الشهر حتى يتأكد الطبيب من عدم ظهور المرض. أما إذا كانت التحاليل سلبية وأصبحت إيجابية فهنا نتحقق أن الإصابة جديدة وعندها يجب تعميق البحث للتأكد من حالة الجنين(فحص السائل الامنيوتي والفحص بالصدى). - هل هناك طرق للوقاية? إذا كان التحليل سلبيا فيجب على المرأة تجنب القطط وفضلاتها تناول اللحوم مطهوة جيدا غسل الخضر والفواكه جيدا وبعناية إعادة إجراء الفحوصات مرة في الشهر وعند ظهور بعض الأعراض. - هل هناك طرق للعلاج؟ نعم يتم علاج المرأة بالأدوية وتتم الاستعانة بتحليلات السائل الأمنيوني لوصف العلاج المناسب إما غوفاميسين وحدها أو مصحوبة بأدوية أخرى. هذا وقد أثبتت الدراسات نجاعة هذا العلاج، الذي يقلص نسبة إصابة الجنين بحوالي 50 في المائة. كما أن الفحوصات التكميلية تتم بعد الولادة وفي حالة التأكد من إصابة المولود يتم علاجه مدة سنة. في الختام فمرض التوكسوبلازما رغم قلته يشكل خطرا على الجنين، ولهذا وجب استعمال جميع الوسائل للتنقيب عليه ولعلاجه وكذلك جميع الوسائل للوقاية منه. و يشكل هذا المرض مثالا واضحا للطريقة الأنجع للوقاية من أمراض خطيرة بطرق وقائية بسيطة.