سلس البول أو عدم التحكم في البول مشكلة تعاني منها النساء أكثر من الرجال, وذلك راجع لعوامل تكوينية وأيضا إلى الولادة المتعسرة وسن اليأس. في هذا الحوار يسلط عبد اللطيف كسمي، أخصائي أمراض النساء والولادة، الضوء على هذا العارض الصحي ويكشف أسبابه وطرق علاجه والوقاية منه. - ما هو التعريف الطبي للسلس البولي؟ هو نزول البول لا إراديا مسببا تأثيرات شتى نفسية، اجتماعية وكذلك تعبدية. وخلافا لما هو شائع لا يهم كبار السن فقط، إذ أثبتت الدراسات أن 20 إلى 25 في المائة من النساء يصبن بهذا السلس، أما عدد النساء المصابات فهو ضعف الرجال وذلك راجع لعوامل تكوينية وله علاقة بالولادة العسيرة وسن اليأس، هو ليس مرضا ولكنه عرض قد يصاحب حالات مرضية وتوجد طرق علاجية لعلاجه أو للحد من درجته. - ما هي أنواع السلس البولي وأسبابها؟ نستثني من حوارنا الحالات المتعلقة بالرجال والتي كثيرا ما لها علاقة مباشرة مع أمراض الموثة prostate وكذلك مع العلاجات الجراحية وكذلك نستثني التبول اللاإرادي عند الأطفال الذي يعد مرضيا بعد سن الخامسة. - أما عند النساء فنجد 4 أشكال: سلس البول الكربي: وهو الأكثر تواجدا عند النساء وفي هذه الحالة يخرج البول رغما عن السيدة عند ارتفاع ضغط البطن مثلا عند السعال، الضحك، المشي، أو رفع شيء ثقيل. وهذا يحدث في حالات يقظة ولا يكون مسبوقا بإحساس للتبول، وهي على 3 درجات وتعرف الدرجة الثالثة منها بتواجد السلس عند أدنى حركة تغير الجلسة. والسبب في ذلك هو ضعف العضلة القابضة على قناة البول وذلك من جراء الولادات العسيرة من جراء سن اليأس والتغييرات المصاحبة له. سلس البول المتعجل: يهم 25 في المائة من حالات السلس عند النساء. في هذه الحالة ما تكاد السيدة تشعر بالرغبة في التبول حتى يندفع البول خارجا قبل أن تصل السيدة إلى المرحاض. وهذا كثيرا ما يحدث حين لمس الماء أو سماع صوت سيلانه والسبب غالبا هو عصبية زائدة في المثانة، وهذا النوع يوجب الحرص على التأكد من عدم وجود أمراض المثانة الأخرى كالالتهابات أو الحصى أو الأورام . سلس البول الزائد: في هذه الحالة يكون هناك في الواقع احتباس في البول وتمتلئ المثانة بكمية كبيرة من البول ولا تستطيع تقبل المزيد والسبب الغالب في هذه الحالات هو حدوث تلف بأعصاب الحوض. سلس البول الكامل : يكون سيلان البول مستمرا ليلا ونهارا دون أي تحكم فيه. و نجد هذا النوع عند مرضى الجهاز العصبي المركزي، كما نجده في بعض الحالات التشويهية (انفتاح الجهاز البولي داخل المهبل) وعند تواجد قناة غير طبيعية بين الجهاز البولي والتناسلي. في حالة الولادة العسيرة المهملة (مع استمرار ضغط رأس الجنين على الأنسجة لمدة طويلة مما يؤدي إلى موت هذه الأنسجة) وكذلك بسبب العمليات الجراحية المستعصية. - كيف يتم التشخيص؟ يتم التشخيص عبر الفحص السريري الذي يتأكد من وجود السلس مصحوبا أولا بهبوط الأعضاء التناسلية، كما تجرى فحوصات أخرى للتأكد من السلامة العضوية للمثانة. أما الجانب الوظيفي للجهاز البولي فيتم التأكد منه عبر فحوصات خاصة كثيرا ما يتم اللجوء إليها بعد إخفاق الترويض وحين التحضير للعلاج الجراحي. - وبالنسبة للوسائل العلاجية؟ الوسائل العلاجية 3 أنواع وهي: الترويض العجان: ( périnée) يعطي نتائج في 3 أرباع الحالات وتكون نتائجه أحسن إذا كان السلس حديث العهد عند المرأة الشابة وحين تواجد تهيئ واستعداد نفسي عند المرأة. ويضم العلاج 10 إلى 20 حصة وفي حالة إخفاق العلاج يتم الاتجاه إلى الجراحة . العلاج الجراحي: هناك عمليات جراحية كثيرة تهتم بدعم التحليل (l'urètre) خلال مرحلة ارتفاع الضغط. وهي عمليات أصبحت تعطي نتائج مهمة بحيث نسبة النجاح تصل إلى 85 في المائة والبعض منها يجري تحت التخدير المحلي. العلاج الدوائي: يهم نوعين من الدواء les anticholinergiques والمضادات للتشنجات وعادة ما تعطى هاته الأدوية لعصبية المثانة الزائدة. - هل هناك أسباب وقائية؟ 1 – المحافظة على الوزن الطبيعي وذلك لحفظ المثانة والعضلات المحيطة بها من زيادة الضغط المسبب للسلس. 2 – تقوية عضلات العجان (périnée) خصوصا عند المرأة الحامل وبعد الولادة . 3 – مراقبة الولادة والعمل على تسهيلها. 4– محاربة التدخين لأن السعال يظهر أو يزيد من حدة السلس البولي. 5– محاربة الإمساك بالأكل المتوازن والحركة الجسمانية اليومية. 6– الابتعاد عن جميع ما يمكن أن يؤدي إلى التهاب المثانة (الكحول،القهوة، الشاي، مشروبات الكولا وكذلك كثرة عصائر الليمون والعصائر المحلاة.