وجدت دراسة إكلينيكية جديدة أن التخلص من الوزن الزائد يخفض سلس البول (تبول غير إرادي) لدي النساء البدن وزائدات الوزن، مما يضيف جديداً لقائمة فوائد انخفاض الوزن. أجرى الدراسة فريق بحثى برعاية المعهد الوطني للبول السكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى ومكتب بحوث صحة المرأة التابعان لمعاهد الصحة القومية، وكان برنامج خفض سلس البول بالحمية والرياضة، المسمى اختصاراً برايد، قد استقطب 338 امرأة بدينة أو زائدة الوزن، من مدينتي بيرمنغهام (بولاية ألاباما) وبروفيدنس (بولاية رود أيلند)، يحدث لهن تسرب غير إرادي للبول عشر مرات أسبوعياً على الأقل، للمشاركة في هذه الدراسة التجريبية. وقد تم تقسيم النساء المشاركات عشوائياً إلى مجموعتين. إحداهما خضعت لبرنامج مكثف لإنقاص الوزن بالحمية والرياضة وتعديل السلوك لفترة ستة أشهر، وتلقت الأخرى معلومات عن الحمية الغذائية والرياضة بدون تدريب لمساعدتهن على تغيير العادات. وذكر الباحثون أن المشاركات بمجموعة البرنامج المكثف لإنقاص الوزن قد فقدن بالمتوسط 8%من أوزانهن 8 كيلوغرامات، وانخفض متوسط مرات سلس البول أسبوعياً بحوالي النصف 47%. في المقابل، فقدت مشاركات مجموعة المعلومات بالمتوسط 1.6% من أوزانهن (1.5 كيلوغرام)، وانخفض متوسط مرات سلس البول أسبوعياً بنسبة 28%. يقول الدكتور غريفين رودجرز -مدير المعهد الوطني للبول السكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى- إنه من الواضح أن لفقدان الوزن تأثيرا إيجابيا وكبيرا على سلس البول. وهو اكتشاف قد يساعد على تحفيز إنقاص الوزن، ولهذا بدوره فوائد صحية أخرى كالوقاية من النوع الثاني لمرض البول السكري. يؤثر سلس البول على أكثر من 13 مليون امرأة بالولايات المتحدة، ويكلف النظام الصحي عشرين مليون دولار سنوياً كمصاريف رعاية صحية. والمعلوم أن البدانة عامل يزيد مخاطر الإصابة بسلس البول، لكن الدليل الحاسم على فائدة إنقاص الوزن للحد منه كان مفتقداً. لذلك، وفرت هذه الدراسة دليلاً يدعم إنقاص الوزن كعلاج لسلس البول. الاكتشاف الهام لهذه الدراسة هو الفرق الملموس بين المجموعتين في مقدار خفض مرات سلس البول. بين المشاركات ببرنامج خفض الوزن، حقق 41% منهن انخفاضاً إكلينيكياً واضحاً بنسبة 70% من الإجمالي الأسبوعي لمرات تسرب (سلس) البول لا إرادياً، بينما حقق 22%من مشاركات مجموعة المعلومات فقط نفس المستوى من خفض سلس البول. وبعد ستة أشهر، كانت مشاركات مجموعة إنقاص الوزن أكثر ارتياحاً إزاء تغير حالة سلس البول لديهن، مقارنة بمشاركات مجموعة المعلومات فقط. جاء ذلك التقييم عبر ما قدمته المشاركات في الدراسة من بلاغات عن تغير مرات تسرّب البول، وكمية تسربه، ونطاق المشكلة التي كان يمثلها سلس البول، والرضا عن التغير في الحالة. وذكر الباحثون أن بعض الدراسات قدمت توثيقاً يفيد بأن التدخلات السلوكية تساعد الناس على فقد الوزن، مما يساعد بدوره على خفض مخاطر الإصابة بالنوع الثاني للسكري وارتفاع ضغط الدم، وتحسين السيطرة على ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول، وتحسين المزاج ونوعية الحياة. في ضوء ذلك، يرى الباحثون أن نتائج هذه الدراسة تشير لأن الحد من سلس البول فائدة صحية أخرى مرتبطة بإنقاص الوزن، وأن خفض الوزن هو الخط (الخيار) الأول لعلاج النساء البدن وزائدات الوزن.