وجدت دراسة طبية جديدة أن قراءة رواية تتضمن رسالة ذات مغزى حول أهمية الصحة الجيدة والرشاقة والتخلص من الوزن الزائد يمكن أن تساعد الفتيات على فقد بضعة كيلوغرامات، رغم محدودية النتائج، حسب تقرير "هيلث داي نيوز". فقد خلص باحثون بجامعة ديوك الأميركية إلى أن الفتيات البدينات اللاتي يقرأن كتابًا تتناول خطًّا قصصيًّا متصلاً بخفض أو حسن إدارة الوزن كنّ أميل لأن يسيطرن على أوزانهن مقارنة بمجموعتين أخريين. هذا البحث هو الأول من نوعه في هذا المجال، حيث أظهر ارتباطًا أو علاقة بين القراءة واتخاذ تغيرات إيجابية باتجاه نمط معيشة صحي. أجرى هذه الدراسة فريق بحث بكلية طب جامعة ديوك، وعرضت نتائجها في المؤتمر السنوي لجمعية البدانة المنعقد مؤخرًا بمدينة فينكس، بولاية أريزونا. " هذا البحث هو الأول من نوعه في هذا المجال، حيث أظهر ارتباطًا أو علاقة بين القراءة واتخاذ تغيرات إيجابية باتجاه نمط معيشة صحي " والمعلوم وفقًا للإحصائيات الرسمية الأميركية، أن تعريف البدانة أو زيادة الوزن ينطبق على حوالي 16% من الأطفال الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عامًا. لذلك يرى الباحثون أن البدانة تمثل حالة وبائية في الولاياتالمتحدة. وهناك حاجة ماسة إلى إيجاد طرق مقبولة لدى قطاع كبير من السكان على نحو فعّال لمكافحتها. خلال هذه الدراسة قام الباحثون باختيار 31 فتاة يعانين من زيادة حادة في الوزن، وينتظمن في برنامج لخفض الوزن، وكلفوهن بقراءة كتاب بعنوان "إنقاذ البحيرة" وهو جزء من سلسلة كتب مخصصة للفتيات. وكانت أعمار الفتيات تتراوح بين 9 أعوام و13 عامًا. يتناول الكتاب قصة فتاة زائدة الوزن، وهي قلقة من المشاركة في نزهة مدرسية في الخلاء الطلق بسبب زيادة وزنها. لكنها في نهاية المطاف تمكنت من تكوين علاقات صداقة، وتحسين تقديرها لذاتها، وتعلمت المستويات المناسبة من النشاط البدني. وجد الباحثون أن الفتيات قد استمتعن بالكتاب. ذلك أن رسالة الكتاب لا تستهدفهن أو تحرجهن بطريقة مباشرة أو فجة، كما أن الكتاب يحتوي على شخصيات نسائية عديدة، فكل فتاة تقرؤه تختار إحدى الشخصيات مثالا يُحتذى، ولا تختار شخصية زائدة الوزن. وهكذا كانت الردود والاستجابات إيجابية. وتم تكليف مجموعة أخرى من 33 فتاة من برنامج خفض الوزن أيضاً بقراءة كتاب آخر لا يتناول خطا قصصيا متصلا بخفض الوزن الزائد، بل يحكي قصة فتاة تبحث عن قطة ضائعة في باريس. وكانت المجموعة الثالثة في برنامج خفض الوزن أيضاً مكونة من 17 فتاة، ولم يتم تكليفهنّ بقراءة أي كتب. " يرى بعض الخبراء أن تضمين رسالة خفض الوزن في كتاب فكرة واعدة جدا، لكنها بحاجة إلى مزيد من البحث والمتابعة " ثم قام الباحثون بمقارنة نتائج مؤشرات كتلة الجسم للفتيات في المجموعات الثلاث بعد فترات تصل إلى ستة أشهر. يستخدم "مؤشر كتلة الجسم" (BMI) في تقييم وزن الشخص بالنسبة لطوله وحالته الصحية، ومؤشرا على مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين والبول السكري. ويحسب المؤشر بقسمة وزن الشخص (بالكيلوغرامات) على مربع طوله بالأمتار. ويعتبر في حالة صحية جيدة إذا تراوحت قيمة مؤشر كتلة جسمه بين 18.5 و24.9. في المتوسط العام الفتيات اللاتي قرأن الكتاب الأول "إنقاذ البحيرة" استطعن السيطرة على أوزانهن بطريقة أفضل، فأصبحت أوزانهن أعلى من 97% من متوسط أوزان أترابهنّ بعد أن كانت أعلى من 98% منهن. لقد ساعدتهن قراءة الكتاب على البقاء في نفس الأوزان بدون زيادة خلال عملية نموهن، أو فقدن بعض الوزن. لكن رغم أهمية الفرق إحصائياً، من الصعب التكهن بما إذا كان ذلك يعني الكثير بالنسبة للفتيات من منظور صحي. وينبغي متابعتهن للوقوف على أي فروق أخرى في المدى البعيد، مقارنة ببضعة أشهر من المتابعة. يرى بعض الخبراء أن تضمين رسالة خفض الوزن في كتاب فكرة واعدة جدًّا، لكنها بحاجة إلى مزيد من البحث والمتابعة.