أولت الصحافة الفرنسية اهتماما خاصا للفوز البين الذي حققه حزبان إسلاميان في كل من تونس والمغرب، حيث انتصر الإسلام السياسي بطريقة ديمقراطية، معتبرين أن التجربتين المغاربيتين مرشحتين للاحتذاء بالنموذج التركي. وطرحت هذه الصحافة أسئلة ملحة حول مدى قدرة العدالة والتنمية على حكم بلد تعددي مثل المغرب، رد عاهله على ضغط المظاهرات بإصلاحات دستورية تضمن انتخابات حرة وحكومة مستقلة. اهتمت الصحافة الفرنسية المكتوبة بنتائج الاقتراع التشريعي ل 25 نوفمبر، والذي فاز فيه حزب العدالة والتنمية ب 107 مقاعد. وتركزت التعاليق على خصوصية التيار الإسلامي المعتدل الذي يقوده الحزب، كونه يرغب في التعايش مع بعض التيارات السياسية الأخرى لتقاسم السلطة وتسيير أول حكومة لما-بعد دستور المملكة الجديد. كما عقدت التعليقات مقارنة بين النموذج الإسلامي والنموذج التونسي بقيادة حزب النهضة الذي أعرب بدوره عن رغبته في تطبيق السياسة الواقعية، بالنظر إلى الظرفية الاقتصادية للبلاد التي تتطلب شراكة اقتصادية مع الغرب. وفي مقارنتها، أشارت التعاليق إلى أن التجربتين المغاربيتين ستعملان على الاحتذاء بالنموذج التركي. هكذا كتبت صحيفة «ليبيراسيون» بأن عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، عمل على تمرير صورة معتدلة عن الحزب بتأكيده مثلا على رغبته في عدم إلغاء استهلاك الخمور وبأن علاقات المغرب مع الدول الغربية غير مهددة. أما صحيفة (لوموند) فعلقت على فوز الإسلاميين، تحت عنوان: «الإسلاميون واختبار السلطة»، أن المغرب لم يعرف «الربيع العربي». «في هذه البقعة الغربية من المجال الإسلامي العربي، انتصر الإسلام السياسي وبطريقة ديمقراطية. في المغرب كما هو الشأن في بلدان عربية أخرى، جنى الإسلاميون ثمار معارضة طويلة. فاز حزب العدالة والتنمية في كبريات المدن، التي يتكدس فيها داخل مدن الصفيح المشينة، مواطنون بؤساء. في ملف المرأة، لم يخف الحزب اختياراته الرجعية تتابع الصحيفة. على بنكيران أن يعقد تحالفا مع اليسار لتشكيل الحكومة. ستكون على عاتقه مهمة تاريخية ألا وهي إعطاء البرهان على أحقية الإسلاميين بحكم بلد تعددي ومعقد مثل المغرب»، تشير صحيفة «لوموند» في افتتاحيتها ليوم الثلاثاء. أما صحيفة «لوفيغارو» فكتبت افتتاحية تحت عنوان: «الاستثناء المغربي»، أشارت فيه إلى أن الإسلاميين ومن دون أي مفاجأة فازوا في انتخابات 25 نوفمبر. بالنسبة للعديد من الناخبين، فالإسلاميون يمثلون التغيير. ولهذا السبب تذكر الصحيفة، تستفيد التشكيلات السياسية العربية التي تعلن انتماءها للإسلام، من رياح الثورة التي تهب على العالم العربي. غير أن المغرب يتميز عن غيره ضمن هذا المشهد المتشنج. لم يهرق الدم ولم تتكلم الأسلحة، لكنه بفضل رجل فهم بسرعة، وأخذ زمام الأمور لاستباق الأحداث. كان الملك محمد السادس يعرف أنه يراهن بمصيره وعرشه. رد على ضغط المظاهرات بإصلاحات دستورية تضمن انتخابات حرة وحكومات مستقلة. ويمكن لهذه التجربة أن تكون قدوة لملوك آخرين وعلى رأسهم ملك الأردن عبد الله. (...) إن سنت الحكومة الجديدة الإصلاحات الضرورية لمحاربة الأمية التي تهم ثلث المواطنين وإطلاق الاقتصاد الوطني، فإن المغرب يمكنه أن ينأى أشواطا بعيدة عن جيرانه ليصبح بذلك رائد النهضة العربية»، تكتب الصحيفة اليمينية. فزاعات في وجه المهاجرين السياسة حقل الكذب بامتياز، ولربما ابتكرت لتلك الغاية. وليس الكذب وقفا على الطغاة وحكام الأنظمة الاستبدادية وحسب، بل هو أيضا ممارسة يتحلى بها بعض رؤساء الدول الديمقراطية، إذ يحدث أن يتنكر البعض منهم بوقاحة لأفكارهم ووعودهم. وقد يحصل أن يتهم إنسان إنسانا آخر بالكذب فيما لا يتردد الشخص ذاته في ممارسته من دون أي خجل. وهذا ما عمل به، مؤخرا، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. فعلى هامش قمة العشرين الأخيرة وصف الرئيس الفرنسي الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو بأنه رجل كذاب، لكن الذين يتتبعون منذ سنوات المسار السياسي لساركوزي يجمعون على أنه مصاب بمرض قلب المعاطف. آخر تنكر لمواقفه الخطاب الذي ألقاه يوم الأربعاء الفارط. فأمام ثلاثة آلاف عمدة حضروا للاجتماع السنوي لعمدات فرنسا، لم يتردد في التنكر لمواقف سبق وأن التزم بها في موضوع منح حق التصويت في الانتخابات المحلية للأجانب الذين لا يتوفرون على الجنسية الفرنسية. وقد جاء في هذا الخطاب : «أعتقد أن حق التصويت وحق الترشح للانتخابات في بلدنا يجب أن يبقى مخصصا لحملة الجنسية الفرنسية». هذا الموقف يعارض بالكل الموقف الذي سبق أن عبر عنه عام 2001 في كتابه «أنا حر»، لما كتب: «ما دام الأجانب يؤدون الضرائب، ما داموا يحترمون قوانين البلاد، ما داموا يقيمون في بلدنا منذ خمس سنوات، لا أرى أي مبرر لمنعهم من التعبير عن أسلوب حياتهم عبر ترشحهم للانتخابات». وذكر بنفس الموقف عام 2005 في مقابلة مع صحيفة «لوموند» وخلال ندوة صحافية بمدينة كالي بشمال فرنسا، حين صرح: «أنا من مؤيدي حق الأجانب في التصويت في الانتخابات البلدية. أولئك الذين يحترمون القوانين ويؤدون الضرائب». عام 2008 أعرب عن نفس القناعة، مشيرا إلى أنه يوافق على الفكرة «لاعتبارات ثقافية». بل وحتى ابنه، جان ساركوزي، دافع عن الفكرة. ومنذ ذلك التاريخ إلى اليوم، سالت مياه كثيرة من تحت قناطر نهر السين. مبررات هذه الردة لا تخفى على أحد: ألا وهي استقطاب الناخبين المحسوبين على اليمين المتطرف. لقد نهل ساركوزي من معين اليمين الشعبي، وهو الجناح اليميني المتطرف داخل حزب التجمع من أجل حركة شعبية التابع له. ويلتقي اليمين الشعبي مع اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان حول أفكار بسيطة أهمها: إبعاد الأجانب عن فرنسا، محاربة الإسلام، إقرار الأمن ولو بالإكراه، سحب مساعدات التطبيب والسكن، رد الاعتبار للهوية الوطنية الفرنسية. وخلال تنقلاته الأخيرة في بعض المدن الفرنسية أخرج ساركوزي بعضا من هذه الفزاعات مثل إشارته إلى اختلاسات صندوق الضمان الاجتماعي من طرف الأجانب. هكذا بدأت ترتسم ملامح الاستراتيجية الانتخابية لساركوزي: وهي مطرقة موضوع الهجرة. وقد عبد كلود غيان وزير الداخلية، الطريق لساركوزي وذلك عبر ترسانة من المقترحات والقوانين هدفها تضييق الخناق على الأجانب مثل رفض تجنيس الأطفال الذين ولدوا في فرنسا من أبوين أجنبيين. رفض حق اللجوء السياسي، منع الطلبة الأجانب من الشغل في فرنسا بعد نهاية دراستهم الجامعية. وأخيرا رفض مشاركة الأجانب في الانتخابات المحلية، على الرغم من أن 60% من الفرنسيين يوافقون على المقترح. بعد أن شيطن كلود غيان بما فيه الكفاية المهاجرين غير الشرعيين، انتقل للتركيز على الأجانب الشرعيين الذين رأى أن عددهم أكثر من اللازم . «تستقبل فرنسا كل عام 200000 أجنبي بشكل قانوني. وهذا شيء لا يطاق. يقابل هذا العدد قاطنة من حجم سكان مدينة رين» أشار كلود غيان. وهي نفس المقارنة التي استعملتها مارين لوبان، رئيسة الجبهة الوطنية. وكان رد هذه الأخيرة هو أن شكرت على طريقة مازحة، وزير الداخلية مشيرة إلى أن تصريحاته تتيح للفرنسيين التعرف على الحصيلة المفجعة لسياسة نيكولا ساركوزي. واقترحت مقابل ذلك، تقليص عدد الوافدين أو المقيمين في فرنسا بكيفية شرعية إلى 10000 شخص سنويا. «لقد فهم الجميع، تضيف مارين لوبان، بأن هذه الحكومة تقوم بحملة انتخابية : الساعة الآن للوعود وللخطابات. لكنها لم تقم بأي عمل خلال الأربع سنوات الأخيرة، فكيف بها أن تقوم بشيء في الأشهر القادمة».؟ تتساءل مارين لوبان، التي تدافع بدورها عن مربعها المفضل: طرد المهاجرين. جاء خطاب ساركوزي ردا على مقترح قانون تقدم به الفريق الاشتراكي إلى مجلس الشيوخ، يعرض على النقاش في الثامن من ديسمبر القادم، والذي دعا فيه الفريق إلى تمكين الأجانب من الانتخابات المحلية. إن غير ساركوزي معطفه في الموضوع وتنكر لمواقفه، فإن مقترح الاشتراكيين لا يخلو بدوره من حسابات سياسية تبتغي بدورها استقطاب أصوات الأجانب في الانتخابات البلدية.. المهم أن ذاكرة السياسيين قصيرة وسيكون الأجانب والمهاجرون على ضوء الاستحقاق الرئاسي القادم، أكباش فداء الأحزاب السياسية، وضحايا كذب السياسيين على مختلف مشاربهم وتوجهاتهم السياسية. فقر «مطاعم القلب» انطلقت يوم الاثنين الفارط الحملة ال27 لما يعرف ب«مطاعم القلب»، وهي المبادرة التي أطلقها الكوميدي الراحل كوليش. وتقدم هذه المطاعم بحلول فصل الشتاء سنويا العون لما يقرب من 900000 شخص معوز. كما يتطوع ستون ألف شخص لتوزيع المواد الغذائية على الفقراء. وتستمر الحملة إلى غاية 23 مارس. وتكاد هذه السنة تكون من بين أصعب السنوات، نظرا للأزمة الاقتصادية التي مست جيوب وميزانية الفرنسيين من المحسنين. وستوزع المطاعم أكثر من مائة مليون وجبة غذاء، بزيادة 5% . وقبل بدء الحملة، أعربت إدارة تسيير الجمعية عن تخوفاتها من تعليق المساعدات التي تمنحها المجموعة الأوروبية بعد التلويح بهذا التهديد. هذه المساعدات هي بمثابة أوكسجين يساعد الجمعية على الأخذ بيد المعوزين بحلول فصل الشتاء، لكن المجموعة الأوروبية مددت هذه المساعدات إلى غاية 2013. «بلاك بيري غيت» بعد رسائل إس-إم-إس المتبادلة بين دومينيك ستروس - كان وبعض معارفه في موضوع حفلات مجون مع فتيات بفندق الكارلتون بمدينة ليل، شمال فرنسا، انتفضت فضيحة جديدة أطلق عليها فضيحة «البلاك-بيري غيت»، والتي أنعشت من جديد «نظرية المؤامرة» وذلك على خلفية التحقيق الذي قام به الصحافي الأمريكي إدوار إيبستان، المحقق بمجلة «النيويورك ريفيو أوف بوكس»، والذي كشف فيه عن وجود مؤامرة حبكها فندق سوفيتيل لإلغام ترشح دومينيك ستروس- كان للرئاسة الفرنسية. فقد أشار إلى أن أحد هواتف الرئيس الأسبق لصندوق النقد الدولي، قد سرقت وتمت قرصنة محتواها وبأن إحدى رسائله تم الاطلاع عليها من طرف التجمع من أجل حركة شعبية، التابع للرئيس ساركوزي، وبأن إحدى صديقات دومينيك ستروس، العاملة كموثقة بهذا الفصيل السياسي، أبلغته أن هاتفه يوجد تحت التصنت. وأشار إبستاين بأن كاميرا مراقبة الفندق تظهر شخصين يهنئان بعضهما ويرقصان مباشرة بعد اتهام نافيساتو ديالو لدومينيك ستروس-كان. بمجرد شيوع الخبر، صعد إلى الجبهة كل من جان-فرانسوا كوبيه، السكرتير العام للحزب، وكلود غيان، وزير الداخلية، لإنكار ما أسمياه «الفانتازمات». وقد دعا إبستاين إلى عرض شريط كاميرات الفندق وذلك في الوقت الذي دعا فيه نادي دومينيك ستروس-كان إلى فتح تحقيق في الموضوع. وستكون قضية دومينيك ستروس كان بالكاد إحدى القضايا التي ستلوث أجواء الاستحقاق الرئاسي القادم. وكر المخدرات تقع مدينة سان-وان بضاحية باريس حيث تقطنها أغلبية من المهاجرين. وتحولت دهاليز العمارات الإسمنتية إلى وكر للمخدرات والعنف، حيث يستبد بها المتاجرون الوافدون من مناطق ومدن أخرى وهم مسلحون بكلاب البيتبول، هذه الوضعية التي تحول فيها المغاربيون إلى متهمين هي التي دفعت بهم إلى الخروج يوم السبت الماضي في مظاهرة للتنديد بالعصابات. وقد قرر هؤلاء السكان، الذين هم أغلبية متقاعدة، احتلال الشوارع التي هجرها البوليس والسلطات المحلية، وذلك من خلال مظاهرات يومية. يستنكر القاطنة توافد الحشاشين البورجوازيين من أحياء راقية من باريس والذين يفدون إلى الأماكن السفلية لاستهلاك المخدرات الصلبة، الشيء الذي يشوش على صورة العرب ولكأنهم هم من يوفر لهم الضيافة ! صوت أجنبي يمثل فرنسا في الوقت الذي يقوم فيه وزير الداخلية بدور بوق للجبهة الوطنية العنصرية، للتشهير بالأجانب، في هذا الوقت تعمل جهات أخرى على عرض الوجه التعددي لفرنسا، بمنح الفرصة لكفاءات فنية يمكنها تمثيل فرنسا. في هذا الاتجاه، اختارت القناة الفرنسية الثالثة الفنانة آنغون، وهي ماليزية الأصل لتمثيل فرنسا في مسابقات الأوروفيزيون في نسخة 2012 والتي ستقام بمدينة باكو في ال 26 من ديسمبر. وقد طرحت المغنية ألبومها الخامس مؤخرا في اسم «أصداء». وكانت انطلاقتها الأولى عام 1997 بألبوم تحت عنوان «الثلج في الصحراء»، الذي بيعت منه 1,5 مليون نسخة وحصل على عدة جوائز.