لا حديث في مدينة المحمدية إلا عن «صواريخ» الرئيس المخلوع معمر القذافي واللاعب الدولي ميسي، إلى جانب بعض «القنابل» الخطيرة التي غزت أسواق المدينة وأصبحت تباع بشكل علني للأطفال والمراهقين، رغم ما تشكله من تهديد لصحة السكان، وخصوصا فئات الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى. فقد انتشرت على نطاق واسع مجموعة من ألعاب الأطفال الخطيرة في جوطية المحمدية وبعض الأزقة في عالية المدينة وداخل بعض الأحياء الشعبية، بمناسبة الاحتفاء الشعبي السنوي بعاشوراء. وأبرز ما أثار انتباه وهلع السكان هو كثرة باعة «القنابل والصواريخ والمفرقعات» ذات الصنع الصيني التي تدخل بطرق سرية إلى سوق الجملة في درب عمر بمدينة الدارالبيضاء، وتباع بأثمنة تتراوح ما بين درهم ونصف و20 درهما. وقد عاينت «المساء» بعض الباعة في درب دوشمان، الذي يتوافد عليه العشرات من الأطفال والمراهقين الذين يستمتعون بتفجير القنابل والصواريخ في وجوه المارة، خصوصا خلال فترات الازدحام، فيما يقوم آخرون بتفجيرها داخل فضاءات بعض المؤسسات التعليمية أو بمحيطها. وقال أحد الباعة من المراهقين إنه يقتني «الصواريخ والقنابل» من منطقة درب عمر دون أدنى منع أو تحذير، وأضاف أن جلب البضاعة بغاية الاتجار فيها لا يتطلب مبلغا ماليا كبيرا، وأن ذلك يدر عليه أرباحا مهمة. ولم يخف البائع المتجول أنه يتوخى الحذر دائما تحسبا لأي مداهمة أمنية، وأنه «جنّد» لمساعدته عددا من الأطفال والمراهقين الذين يعملون لفائدته كمخبرين، حيث يراقبون أزقة ومسالك الجوطية حتى يتمكنوا من إشعاره في الوقت المناسب في حال ما إذا قامت الشرطة بحملة تمشيطية ضد هذه السلع الخطيرة. وقد تفنن الباعة في ابتداع أسماء لبعض «القنابل والصواريخ»، حيث أطلقوا، مثلا، اسم (كرنادا) على قنبلة ميزتها أنها تنفجر مرتين متتاليتين، وثمنها 10 دراهم، إضافة إلى صواريخ مغلفة داخل علب كارتونية تحمل صور القذافي وميسي، فأما صاروخ القذافي فهو نوعان، حدد ثمن أحدهما في 1.5 درهم فيما حدد ثمن الثاني في 3 دراهم، وهذا الأخير يصل مداه إلى 150 مترا، وأما صاروخ ميسي فثمنه 15 درهما، علاوة على صاروخ (البوطا) الذي يضاهي دوي انفجاره دوي انفجار قنينة غاز من الحجم الكبير، وصواريخ (سرتقاجيف، بولقنابل).. وهي صواريخ وقنابل أكد العديد ممن حضر لحظة إطلاقها أو انفجارها أنها مرعبة جدا وفتاكة، حيث بإمكانها الإيذاء البالغ للمناطق الحساسة (كالعيون، الوجه،...)، كما أنها ملوثة جدا بمواد كيمائية مجهولة الطبيعة والمصدر، ودوي انفجارها يسبب أضرارا بالغة لآذان ونفسيات وقلوب النساء، وخصوصا الحوامل منهن، وكذا الشيوخ والأطفال والمرضى.