صُدم سكان الأحياء الشعبية بالدارالبيضاء، منذ يوم عيد الفطر، وإلى حدود مساء أول أمس، بسماعهم دوي فرقعات نارية في العديد من الأزقة والشوارع، كان وراءها أطفال ومراهقون، فاجأوا الجميع باحتفالاتهم بعاشوراء قبل الأوان. قنابل عاشوراء خطر على الصغار والكبار (أيس بريس) كان دوي انفجارات هذه القنابل يُسمع في كل مكان، أمام المنازل، وتحت السيارات، وفي الحدائق العمومية، أمام استنكار المواطنين، خاصة كبار السن والمرضى منهم. "المغربية" زارت سوق درب عمر بالدار البيضاء، المعروف ببيع ألعاب عاشوراء، لتكتشف أن ترويج "القنبول" يجري بطرق شبيهة بتلك المستعملة في تهريب المخدرات والأشياء المحظورة. العاشرة وخمسة عشر دقيقة، حرارة الجو مرتفعة، الناس في غدو ورواح، ضجيج منبهات السيارات يزيد من ارتفاع ضغط المكان، على جنبات أزقته لا يوجد مكان شاغر، وعدد الشاحنات والدراجات النارية ذات ثلاث عجلات في تزايد مستمر، ناهيك عن الحمّالة، أصحاب العربات المجرورة، والكل يسارع الزمن لحمل السلع القادمة من مختلف المدن المغربية، لتوزيعها على المحلات. في هذه الأجواء، التي يطبعها الضجيج والفوضى، يلفت انتباهك وجود العديد من المراهقين والأطفال، منهم من يجلس على الأرض، ومنهم من يقف وعلامة الخوف والدهشة بادية على محياه، ينتظرون خلف شاحنة تحجب عنهم الأنظار، قدوم شاب يزودهم بالمفرقعات بين الفينة والأخرى، مقابل مبالغ مادية مهمة. يقول أحد باعتها، وهو شاب لم يتجاوز بعد عقده الثاني، ذو بشرة سمراء وبنية نحيفة، إن "هذه السنة تعتبر استثنائية بكل المقاييس، فلأول مرة يباع "القنبول" في هذه الفترة، وهذا يشجعنا على الزيادة في المبيعات وجني أرباح أكبر". ويضيف الشاب، في تصريح ل"المغربية"، وعيناه لا تكفان عن المراقبة، مخافة قدوم عناصر الشرطة، التي تنظم، بين الفينة والأخرى، دوريات بالمنطقة لمحاربة بيع هذه الأنواع من الألعاب النارية، أن أغلب "القنبول" يأتي من ميناء المدينة، بالضبط من"الباب 4"، كما أسر. مراد، (17 سنة)، من أبناء حي المدينة القديمة، اعتاد على شراء المفرقعات وبيعها لأبناء حيه، كشف، في حديث متقطع مع "المغربية"، أن القنبول هذه السنة مازال غير متوفر بكثرة، إذ يوجد حوالي ثلاثة أو أربعة باعة في درب عمر، وهم يبيعون في الأساس الكتب والأدوات المدرسية، إضافة إلى "القنبول"، الذي يوزعونه بسرية تامة، إذ يعمدون إلى استعمال مراهقين يسهرون على نقل "القنبول" إلى الزبناء إلى مقرات سكناهم. وكشف أحد الباعة، فضل عدم ذكر اسمه، خوفا من ملاحقته من طرف الشرطة، أن هناك أنواعا من القنبول يحمل بعضها أسماء بعض المشاهير، مثل قنبولة "كريستيانو" و قنبولة "ميسي"، التي يبلغ ثمن علبتها 20 درهما، أما بالتقسيط، فتبلغ 3 دراهم للواحدة، أما "زيدان" فثمنها 15 درهما للعلبة، فيما نوع "لكَرناد" يبقى الأغلى، إذ يصل ثمنه إلى 40 درهما للعلبة بوحدة 5 دراهم، أما باقي الأنواع، مثل "البوطة"، فتباع بخمسة للواحدة، و"الصاروخ" بعشرين درهما للعلبة، التي تتكون من 12 "صاروخا"، و"الميش" و"الفرخ"، ثمنهما 20 درهما للعلبة، أما "النحلة" فتبلغ 3 دراهم، لكن تبقى الأنواع الأكثر شهرة، هي"زيدان" و"البوطة" و"لكراناد"، حسب المصدر نفسه. ويسود تخوف بين آباء وأولياء التلاميذ من أن تُنقل عدوى تفجيرات قنابل عاشوراء إلى المدارس، مع بداية الموسم الدراسي الجديد. صحافي متمرن