إن ضمان قيام البنكرياس بوظائفه بشكل سليم يستدعي تناول أطعمة مناسبة للتحكم في كمية الأنسولين التي يفرزها، ولابد هنا من الإشارة إلى أن الأنسولين يؤثر في خلايا الجسم وخاصة قدرتها على الاختيار بين تحويل السكر إلى طاقة أو تحويله إلى دهن. والأنسولين هو بكل بساطة هرمون يفتح وحدات الاستقبال في الخلايا ليدخل إليها السكر ويتم تحويله إلى طاقة. لكن مع التقدم في السن تضعف تدريجيا حساسية مستقبلات الأنسولين على جدار الخلايا تجاه الأنسولين. وحتى عندما يكون البنكرياس في صحة جيدة ويفرز كمية طبيعية من الأنسولين، فإن ضعف حساسية الخلايا له تحول دون الاستخدام الجيد للسكر مما يبقى مستوى السكر في الدم مرتفعا نتيجة لذلك ليتحول السكر إلى دهون. وتختزن هذه الدهون في البطن على الخصوص عند الرجال والأوراك عند النساء، وأحيانا تكون السمنة عامة تشمل كل مناطق الجسم. وينتج عن ضعف امتصاص الخلايا للسكر بقاء مستوى السكر في الدم مرتفعا، ما يحث الأنسولين على إفراز المزيد منه والشعور بالجوع وتناول المزيد من الأكل وهذا يدخل في حلقة مفرغة. فزيادة إفراز الأنسولين في الجسم تخلق لدينا شعورا بالجوع والرغبة في تناول المزيد من السكريات حتى لو أن آخر وجبة تم تناولها لم يمر عليها الكثير. من هنا نفهم لماذا عندما نصل إلى سن الخمسينات أو قبل ذلك أحيانا يزداد وزن أغلبية الناس، ومن لم يزدد وزنه فإن كمية الأنسولين التي يفرزها جسمه تكون غير كافية مايتسبب في مقاومة الخلايا للأنسولين.