أظهر بحث هولندي جديد أن الغذاء المكوّن من منتجات وأطعمة خالية أو قليلة الدسم أفضل للصحة وللوقاية من داء السكري خصوصا عند البدناء من ذلك المحتوي على حصص صغيرة من المأكولات الدسمة الغنية بالدهون والشحوم. فقد وجد الباحثون في تجاربهم التي أجروها على الفئران أن الحيوانات التي تغذت على أطعمة قليلة الدسم كانت أكثر حساسية لهرمون الأنسولين المنظم لسكر الدم من تلك التي حصلت على نفس الكمية من الطاقة ولكن من مأكولات دسمة. وقال العلماء في المنظمة الهولندية للبحوث العلمية إن تناول كميات كبيرة من الأطعمة غير الدسمة أو التي تحتوي على نسب منخفضة من الدهون أفضل من تناول كميات قليلة من الأطعمة الدسمة مشيرين إلى أن بالإمكان اتباع ذلك للوقاية من السكري بدلا من تناول سعرات حرارية قليلة. ولاحظ هؤلاء عدم وجود تأثيرات إيجابية لزيت السمك لذا فهو لا يعتبر علاجا شافيا أو وقائيا مضاد للسكري في حال كان المريض أقل حساسية للأنسولين بسبب تناوله غذاء دهنيا شديد الدسم. ويعاني البدناء من داء السكري النوع الثاني أكثر من غيرهم بسبب إفراز الأنسجة الدهنية المتراكمة في أجسامهم لأحماض دهنية تقلل من فعالية خلايا بيتا البنكرياسية المنتجة للأنسولين وتضعف وظائفها وحساسية الأنسجة الأخرى المختلفة لهذا الهرمون. وفسّر الأطباء أن تراكم الشحوم في الأنسجة الدهنية أقل ضررا من تراكمها في الأعضاء كالكبد والعضلات لذا فإن الأساليب العلاجية المتبعة لتقليل تراكم الدهون في هذه الأعضاء كفيلة بعلاج داء السكري عند البدينين لا سيما وأن تنظيم مستويات السكر في الدم ونقله من الدم إلى الخلايا والأنسجة يكون معطلا لدى هؤلاء المرضى أو بسبب عدم إنتاجهم كميات كافية من الأنسولين أو أن الهرمون الموجود لا يعمل بفعالية كافية. ويعتبر داء السكري والبدانة من أبرز المشكلات الصحية السائدة في القرن الحادي والعشرين حيث ازداد عدد المصابين بالسمنة وإفراط الوزن بشكل حاد وكبير في السنوات الأخيرة.