الأنسولين هو العلاج الوحيد المتعارف عليه دولياً بين الأوساط الطبية لعلاج مرضي السكري، وقد يتعرض مريض السكري إلى مضاعفات خطيرة في حالة عدم تناوله بشكل منتظم، الأمر الذي جعل الباحثون يسعون إلى إيجاد وسائل وطرق آخري يمكن من خلالها توفير الأنسولين. وتمكن الباحثون من خلال تجاربهم من استخراج الأنسولين من جلد الضفدع لعلاج النوع الثاني من مرض السكر، وذلك عن طريق إفرازات مأخوذة من جلد ضفدع يعيش في أمريكا اللاتينية “وله القدرة على الانكماش”. وتوصل العلماء إلى أن هذه الإفرازات عبارة عن مركب يتم عزله عن جلد هذا الضفدع يحفز إفراز الأنسولين، ويبدأ الضفدع دورة حياته على نحو غير عادي، وذلك عندما يكون شرغوفا يبلغ حجمه 27 سنتيمتراً قبل أن ينكمش حجمه إلى 4 سنتيمتراً مع اكتمال نموه. واختبر علماء من جامعتي أولستر والإمارات العربية المتحدة نسخة مركبة من “بسودين-2′′ وهي عبارة عن مركب يحمي الضفدع من الإصابة بالأمراض، مؤكدين أن هذه النسخة المأخوذة من المُركب يمكن استخدامها لإنتاج أدوية جديدة. وأشار العلماء من خلال تجارب معملية إلى أن النسخة المركبة مسئولة عن إفراز الأنسولين في خلايا البنكرياس، مؤكدين أن أهم اكتشاف هو انعدام أية آثار سامة على الخلايا، حيث اتضح أن النسخة المركبة أفضل من حيث تحفيز إفراز الأنسولين مقارنة مع المركب الطبيعي، مما يفتح المجال لإمكانية تطوير النسخة المركبة لتصبح دواء لعلاج مرضى السكر. ومن جانبه، أوضح ياسر عبد الوهاب رئيس فريق البحث في العلوم الطبية الحيوية بجامعة أولستر، أن فريقه أنجز أبحاثاً مكثفة على الجزئيات النشطة حيوياً والمأخوذة من إفرازات جلود الكائنات البرمائية، طبقاً لما ورد “بموقع البي بي سي”. يذكر أن حوالي مليوني مريض بالسكر في بريطانيا يعانون من النوع الثاني من مرض السكر، حيث تظهر أعراض المستوى الثاني من مرض السكر المرتبطة بزيادة الوزن على جسم المريض، وذلك لأن الجسم لا يفرز ما يكفي من الأنسولين أو عندما لا يؤدي الأنسولين المفرز وظائفه كما ينبغي، يعني ذلك أن المرضى لا يستطيعون تنظيم مستويات الجلوكوز في دمهم بشكل مناسب. لعاب السحالى علاج للسكرى وفي نفس الصدد، توصل فريق بحثي ألماني إلى عقار جديد مستخلص من لعاب السحالى الأمريكية، يمكنه السيطرة على مستوى الجلوكوز في الدم، مما يساعد فى تفادى حدوث هبوط مفاجئ فى مستوى السكر. فقد عزل الباحثون مادة تعرف ب”إيكسيناتيد”، وهي مادة تعمل عمل هورمون”GLP-1 ” الذي ينشط فرز الإنسولين من البنكرياس، كما يلعب الهرمون دوراً أساسياً في تفريغ المعدة من المحتويات، فضلاً عن كبت الشعور بالجوع، لذا يمكن استخدامه فى السيطرة على العديد من العوامل المسببة لارتفاع مستوى السكر في الدم. وقد كشفت التجارب السريرية نجاح العقار في خفض مستوى السكر فى الدم دون أن يؤدي إلى نوبات انخفاض السكري المعروفة، فهو يختلف عن هورمون “GLP-1 ” من ناحية الثبات ووصوله إلى البنكرياس، بعد زرقه تحت الجلد، من دون أن يتأثر من ناحية التركيب والمفعول، كما أظهرت التجارب قدرة العقار على خفض أوزان المصابين بالسكر. أبقار تنتج الأنسولين وقد أعلنت شركة بيوسيدوس الأرجنتينية المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية، عن ولادة أربع بقرات معدلة وراثياً قادرة على إنتاج الأنسولين في حليبها، في حدث هو الأول من نوعه في العالم. وأوضح أندريس بركوفيف مسؤول التطوير التكنولوجي في المختبر خلال مؤتمر صحفي، أن البقرات الأربع يحملن في مكوناتهن الوراثية مورثة تنتج الأنسولين البشري. ومن جانبه، قال مدير الشركة مارسيلو كريسكولو: “إن كلفة الأنسولين المنتج في حليب البقرات أقل بمعدل 30 بالمئة على الأقل من الأنسولين المطروح في السوق”. وتأمل الشركة في أن تتمكن خلال ثلاث سنوات من استيلاد ثور معدل وراثياً مثل البقرات للحصول على سلالة معدلة وراثياً عبر الإنجاب الطبيعي. ووافق الاتحاد الأوروبي على إنتاج الأنسولين في حليب الماعز لكنها المرة الأولى التي يتم فيها إنتاجه في حليب البقر، كما قالت الشركة الأرجنتينية. الجدير بالذكر أن عدد مرضى السكري في الأرجنتين يبلغ 1.5 مليون شخص، يعتمد 300 ألف منهم على الأنسولين، ويعاني نحو 200 مليون شخص من السكري في العالم حيث تقدر سوق الأنسولين بنحو خمسة مليارات دولار سنويا وفق الشركة.